من المتوقع انقراض نحو نصف اللغات المعروفة حاليا على كوكب الأرض والتي يبلغ عددها 7000 لغة تقريبا.
وفيما يعتقد البعض أن العولمة سبب في انقراض بعض اللغات، تأتي بعض عناصر "العالم الحديث"، ولاسيما التقنية الرقمية، لتساعد على بقاء بعضها.
ويوجد حاليا تطبيق لأجهزة "آي فون" يساعد على تعلم نطق كلمات من اللغة التوفانية، وهي لغة محلية يتحدث بها عدد من الأفراد في سيبيريا ومانغوليا.
ويقول ديفيد هاريسون، أستاذ اللغة المشارك في كلية سوارثمور والزميل بـ"ناشونال جيوغرافيك": "تستخدم اللغات الصغيرة وسائل الإعلام الاجتماعية مثل يوتيوب والرسائل النصية للانتشار وتوسيع نطاق وجودها."
وتحدث هاريسون، الذي يسافر عبر أنحاء العالم بحثا عن آخر المتحدثين بلغات في سبيلها إلى الإنقراض، عن عمله خلال الاجتماع السنوي للرابطة الأميركية للعلوم المتقدمة في فانكوفر .
وتمكن هاريسون من إنتاج ثمانية قواميس ناطقة، بمساعدة "ناشونال جيوغرافك".
وتحتوي هذه القواميس على أكثر من 32 الف كلمة من ثماني لغات معرضة لخطر الانقراض.
وينطق كافة الكلمات المدرجة في القواميس متحدثون أصليون.
خطة مبتكرة
ويمثل ألفريد لان أحد أواخر المتحدثين بطلاقه بلغة "السلتز دينية"، المحصورة على منطقة صغيرة بساحل ولاية أوريغون.
وقال لان : "جاء علماء اللغة وقالوا إن لغتنا تحتضر، وقرر أفراد القبيلة ومجلسها منع ذلك. ولذا ابتكرنا خطة للمضي قدما وبدء البحث عن لهجتنا هنا في وادي سيلتز."
وقد سجل لان 14,000 كلمة للقاموس الإليكتروني.
وتعد مارغريت نوري خبيرة في الدراسات الأميركية الأصلية بجامعة ميتشغان وتتحدث اللغة الأنيشينعابموينية، وهي من اللغات التي يستخدمها أكثر من 200 مجموعة أصلية في كندا والولايات المتحدة. ويكثر استخدام موقع "فيسبوك" في هذه المجتمعات.
وتقول نوري: "نحاول استخدام التقنية لتجميع الناس. ونهدف من ذلك المحافظة على بقاء اللغة."
ويقول الدكتور هاريسون إنه لن يمكن لكافة اللغات البقاء، وسينقرض الكثير منها مع وفاة المتحدثين الباقيين. ولكنه يقول إن الوسائل الرقمية الجديدة تساعد على إنقاذ الكثير من اللغات بدت على وشك الانقراض قبل أعوام قليلة.
وأضاف في لقاء مع "بي بي سي": "كل ما يعرفه الناس عن كوكب الأرض موجود في ثقافات البشر ولغاتهم، وقليل منه موجود في الأدبيات العلمية. وإذا كنا نرغب في بقاء هذا الكوكب، علينا الاستفادة من الحفاظ على بقاء هذه المعرفة."