احذر.. شواء اللحوم قد يسبب الإصابة بسرطان البنكرياس

أكدت العديد من الدراسات أن تناول اللحوم بكثرة يؤدي إلى ارتفاع دهون الدم والكوليسترول مما يؤثر بدوره على الشرايين.



وجاءت دراسة أمريكية حديثة لتحذرأيضاً من الإفراط في شي اللحوم لحد الاحتراق، مما قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 60 %، مشيرة إلى أن خفض درجة الحرارة أثناء طهو الطعام بالقلي أو الشواء يقلص الإصابة بسرطان البنكرياس لدى بعض الأشخاص.



وأكدت الباحثة كرسيتين أندرسون بجامعة مينيسوتا الأمريكية، والتي أشرفت على الدراسة، أن اللحوم المطهوة على حرارة عالية خاصةً اللحوم الحمراء تتسبب في تكوين مواد مسرطنة بينما لا تنتج اللحوم المسلوقة أو المطهوة بدرجة حرارة معتدلة أي مواد من هذا النوع.





وأضافت أن الباحثين رصدوا خلال الدراسة العادات الغذائية الخاصة بـ62 ألفا ًو581 شخصاً يتمتعون بصحة جيدة وبعد تسعة أعوام من المتابعة، تم اكتشاف إصابة 208 منهم بسرطان في البنكرياس، وتبين أنهم يتناولوا لحوماً شديدة الشي إلى درجة الاحتراق مقارنة بأولئك الذين يفضلون تناول اللحوم المطهوة بشكل معتدل أوالنباتيين الذين لا يأكلون اللحوم على الإطلاق، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط".




أضرار اللحوم لا تنتهي




حذرت دراسة حديثة من أن الإكثار من تناول اللحوم الحمراء قد يزيد احتمال الإصابة بالعمى بمعدل النصف.





وأشار الباحثون إلى أنهم توصلوا إلى هذه النتيجة بعد الاطلاع على العادات الغذائية لحوالي 6734 شخصاً تتراوح أعمارهم ما بين 58 و 69 سنة في ملبورن خلال الفترة ما بين 1990 و1994.





وأوضحت الدكتورة إيلين تشونج أن هناك علاقة بين مرض "Age- related macular degeneration" الذي يصيب الناس عادة بعد الستين من العمر ويدمر الجزء الأوسط من شبكية العين "macula" ويتلف البصر في نهاية المطاف وبين تناول اللحوم الحمراء وذلك بعد الدراسة التي أجريت على هؤلاء خلال الفترة ما بين عام 2003 و2006.




وأضافت تشونج أن هذه أول دراسة موسعة في العالم حول العلاقة بين أكل اللحوم الحمراء بكثرة والإصابة بالعمى.





ويعد مرض "degeneration Age- related macular" من بين أكثر الأسباب التي تؤدي إلى فقدان البصر في أستراليا وبأن واحداً من بين 7 أشخاص فوق الخمسين يعاني من هذا المرض.




الحساسية



كما توقع باحثون أمريكيون أن أكل اللحوم ربما يكون مسبباً "للعوار" وهى نوع من الحساسية المفرطة بشكل أكثر شيوعاً مما يعتقد.





وأوضحت دراسة شملت 60 مريضاً يعانون حساسية مجهولة السبب أن مركباً في اللحم يعرف باسم "الفا جالاكتوز" ربما يكون هو السبب، ووجد الباحثون بروتينات في جهاز المناعة يطلق عليها اسم أجسام "اي. جي.اي" المضادة في 25 بين 60 مريضاً لديهم هذه الحساسية المجهولة السبب.





وأفاد الدكتور سكوت كومينز من جامعة فرجينيا وقائد فريق البحث، بأن "الالفا جالاكتوز" موجودة لدى أغلب الثدييات لكن الإنسان والقردة العليا تفرز أجساماً مضادة لهذا النوع من السكر.





وأوضح كومينز أن المشكلة تكمن عندما يفرز الناس أجسام "اي.جي. اي" المضادة لهذا السكر ثم يتناولون اللحم أو منتجات الالبان التي تحتوي على هذا السكر ثم يظهر لديهم رد فعل متأخر.



وأخيراً.. اللحوم مرتبطة بحدوث الطمث



توصلت دراسة بريطانية إلى أن الإكثار من تناول الفتيات للحوم خلال مرحلة الطفولة يجعلهن تصلن مرحلة البلوغ بأسرع من غيرهن.





وقارن باحثون بريطانيون في دراستهم التي نشرت في مجلة "التغذية في الصحة العامة" غذاء أكثر من 3 آلاف فتاة في الثانية عشر من عمرها، ووجد هؤلاء أن الاستهلاك العالي للحوم في سن الثالثة أكثر من ثماني حصص أسبوعياً وفي سن السابعة 12 حصة مرتبط ارتباطاً قوياً بحدوث الدورة الشهرية لدى الفتيات لأول مرة.





ويؤكد الباحثون أن استهلاك غذاء غني باللحوم قد يعد جسم الفتاة للحمل وبالتالي يتسبب في البلوغ المبكر، وقد انخفض خلال القرن العشرين متوسط سن البلوغ لدى الفتيات بشدة، رغم أنه يبدو الآن وكأنه يثبت عند حد معين.





ويعتقد أن هذا يعود إلى تحسن نوعية الغذاء وارتفاع نسبة البدانة لدى الفتيات والتي تؤثر على مستوى الهرمونات في الجسم، واستخدم فريق البحث بيانات عن مجموعة من الإناث منذ الولادة.






وعند سن الثانية عشر وثمانية أشهر تم تقسيم البنات إلى قسمين تبعاً لحدوث الدورة الشهرية لديهن.





وبمقارنة غذاء البنات عند سن الثالثة ثم السابعة والعاشرة، وجد أن استهلاك اللحوم في سن مبكرة مرتبط بحدوث الدورة الشهرية وفي الحقيقة فهناك زيادة بنسبة 75% لمن تحدث لديهن الدورة الشهرية لأول مرة وهن في الثانية عشرة من العمر بالمقارنة بمن استهلكن كميات أقل.





ورغم أن الدراسة لم تدخل وزن الجسم كأحد المتغيرات، إلا أنها توصلت إلى نفس ما توصلت إليه دراسات سابقة بأنه كلما ازداد وزن الفتاة، كلما زادت فرصة حدوث الدورة الشهرية لديها في سن مبكر.





يذكر أن دراسات طبية قد وجدت علاقة بين بدء الدورة الشهرية مبكراً والإصابة بسرطان الثدي، ربما لأن الفتاة هنا تتعرض لمستويات أعلى من هرمون الاستروجين خلال عمرها، إلا أن باحثين أكدوا أنه لا حاجة هناك أمام الفتيات صغيرات السن لتقليل كمية اللحوم التي يتناولنها، لأن الاستهلاك العالي للحوم مقصود به استهلاك كميات ضخمة بالفعل.





فالبنات في سن السابعة ذوات الاستهلاك العالي للحوم كن يتناولن 12 حصة من اللحوم أو أكثر أسبوعيا، ومن هن في الثالثة من العمر كن يستهلكن اكثر من 8 حصص أسبوعياً.





ومن جانبها، أاكدت الدكتورة إيموجن روجرز رئيسة فريق البحث والمحاضرة في قسم التغذية البشرية بجامعة بريتون ببريطانيا، أن الوزن لا يمكن أن يكون العامل الوحيد في حدوث الدورة الشهرية مبكراً، حيث أن معدل العمر لدى البلوغ لم ينخفض مع زيادة نسبة البدانة.





وأضافت أن "اللحوم مصدر جيد لعنصري الزنك والحديد واللذين يزيد احتياج الجسم إليهما أثناء الحمل"، ويمكن أن يكون استهلاك غذاء غني باللحوم إشارة إلى توفر الظروف الغذائية المناسبة لحدوث حمل مكتمل لطفل سليم".





ومن ناحيته، أكد الدكتور كين أونج أستاذ غدد الأطفال في مجلس البحث الطبي ببريطانيا، أن علاقة استهلاك اللحوم بالبلوغ لدى الفتيات "محتملة"، مضيفاً أن هذه العلاقة غير مرتبطة بزيادة وزن الفتاة، وإنما قد يعود إلى وجود تأثير مباشر أكبر لاستهلاك البروتين في الغذاء على مستويات الهورمون في الجسم.