مَن قتل يُقتل ولو بعد حين!!

استهان هذان المجرمان بحياة الناس وراح في سبيل جشعهما ورغبتهما في الحصول على الأموال بإزهاق الأرواح وتخريب البيوت وتيتيم الأطفال من اجل السرقة وإشباع غريزتيهما الإجرامية في سفك الدماء.



استغل العاطلان "ريمون س. ز"عاطل، و"مصطفى. م. ح" عاطل أجواء الفوضى والانفلات الأمني وراحا يشكلان فريقا إجراميا للسطو على السيارات بعد التخلص من ذويها , واقتسام حصيلة بيعها بينهما , مؤكدين أن الجريمة لا دين لها ولا وطن.





في إطار نشاطهما الإجرامي توجه الشقيان إلى الطريق الدائري في منطقة شبرا الخيمة ليلاً وقاما باستدراج سائق سيارة أجرة بحجة توصيلهما إلى مكان ما.



وبالطبع اختاروا مكانا خالياً من المارة حيث طلبا منه تسليمهما سيارته ولما رفض انهالوا عليه طعناً بالسكاكين فاردوه قتيلاً في الحال ثم القوا بجثته على جانب الطريق وفرا هاربين.



بعدما اصطحبا معهما سيارته, حيث قاما بنزع لوحاتها المعدنية وتغيير ملامحها وتم ركنها بجوار مسكن احدهما على أن يقوما بالتصرف فيها في الأيام القليلة القادمة.



عاد المجرمان سعيدان بالمغنم الكبير الذي استوليا عليه الليلة , وفى اليوم الثاني ذهب مصطفى للاطمئنان على الصيد الذي تم ركنه أسفل العمارة التي يقطن بها"ريمون".



جلسا سويا يتباحثان كيفية التصرف فيها, راح مصطفى يقول انه سيأخذ ثلثي قيمتها بعد بيعها لأنه هو من خطط لارتكاب الجريمة وكان له دور فعال في الإجهاز على صاحبها , حاول ريمون إقناعه بالعدول عن هذا الاقتراح , فهو أيضاً شارك في الجريمة وكانت أولى الطعنات التي تلقها السائق البائس موجهة منه , إلا أن مصطفى أصر على الرفض , وتأزم الموقف بينهما.



بدأ الشيطان الذي كان يحرضهما على إزهاق الأرواح في تحريضهما على بعضهما البعض, وراح "ريمون" يخطط للاستيلاء على الأموال بمفرده والتخلص من شريكه بعدما تصرفا في السيارة المسروقة , واختار أن يكون مسرح الجريمة شقته ذات الإيجار الحديث نظرا لان أهل العمارة لا يعرفونه ولو وجدوا أحداً مقتولاً فيها سيعتقدون انه جثته وليست جثة صديق له.



أثناء عودتهما ومعهما أموال السيارة اقنع ريمون صديقه بالصعود إلى شقته الخالية حتى يأخذ نصيبه "الثلث" من الأموال متحججاً بأنه يخشى أن يشاهدهما الناس يتقاسمان الأموال لو جلسا على احد المقاهي.



ولذلك فمن الأفضل الصعود معه إلى شقته لتناول الشاي سويا واقتسام الأموال وكل واحد منهما يذهب لحال سبيله لحين الإعداد لجريمة جديدة.



صعدا سويا إلى الشقة , جلس مصطفى يعد الأموال بينما اخبره "ريمون" بأنه سيجهز شايا لاحتسائه , وما هى إلا لحظات حتى غافله ريمون وقام بطعنه طعنة نافذة في القلب , ثم قام بتقييده ووضع شريط لاصق على فمه تجنبا لصراخه واخذ بعد ذلك يطعنه حتى أرداه قتيلاً وقام بجمع حاجياته من المكان واخذ الأموال وفر هاربا.



وكشفت أجهزة الأمن بالقليوبية غموض حادث مقتل عاطل عثر على جثته مذبوحا داخل إحدى الشقق السكنية بمدينة الخصوص وموثق الأيدي والأرجل بالحبال، تبين أن مرتكب الحادث صديقه مسجل شقي خطر قام المجني عليه والمتهم بقتل سائق والاستيلاء على سيارته، ثم اختلفا مع بعضهما على تقسيم حصيلة المسروقات، فقرر المتهم التخلص منه.



ألقى القبض على المتهم، فأمر محمد سعيد وكيل نيابة الخصوص بندب الطبيب الشرعى لتشريح الجثة وحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق.



تلقى المقدم محمد عادل، رئيس مباحث الخصوص، بلاغاً من الأهالى بوجود جثة لشاب داخل إحدى الشقق.. تم إخطار اللواء أحمد الناغى مدير أمن القليوبية بالحادث.



وبعد استصدار إذن من النيابة العامة، تم كسر باب الشقة، وتبين أن الجثة لشاب موثوق الأيدى والأرجل وبها شريط لاصق على الفم وآثار حروق لإخفاء معالم جريمته، وفى البداية أكد الأهالى أن الجثة لصاحب الشقة ويدعى "ريمون سامى زكى"، ولكن التحريات كشفت أن المجنى عليه يدعى "مصطفى. م. ح" (27 سنة) عاطل، تم فحص المجنى عليه وعلاقاته بالمترددين عليه.

حقاً انه قصاص السماء فالقاتل لابد ان يقتل ولوبعد حين.