الغزيون يكتفون ذاتيا من منازلهم .... مزارع سمك وخضار على أسطح البيوت في غزة

يبتسم أبو أحمد عندما يقارن سطح بيته في قطاع غزة المزروع بنباتات خضراء بالأسطح الخالية في المنطقة المحيطة به . وأبو أحمد واحد من سكان غزة المشاركين في مشروع تابع للأمم المتحدة يهدف إلى ترويج الزراعة المدنية في القطاع من دون استخدام التراب . ويقوم هذا النظام على الاستعانة بأحواض سمك البلطي لتخصيب التربة المكونة من الحصى، من خلال ربطها معاً .

ويشرح محمد الشتالي نائب مدير المشروع “كان الهدف من الفكرة مساعدة الناس الأكثر فقراً في غزة على زراعة جزء من استهلاكهم الغذائي، بشكل صحي من دون مبيدات حشرية”.

وبالنسبة لأبو احمد (51 عاماً) فإن المشروع يشكل نجاحا باهراً، إذ تمكن هذا الرجل من إطعام أسرته المؤلفة من 13 فرداً الخضراوات الطازجة والأسماك خلال الصيف . وهو يزرع الخس والفلفل والقرنبيط والكرفس وغيرها من الأعشاب التي يتم تسميدها من مخلفات سمك البلطي .

وفيما تتغلغل المياه في الحصى، تقوم النباتات بامتصاص السماد من مخلفات السمك ما ينظف المياه التي تعود إلى الأحواض . ويقول الرجل بينما يفحص إحدى أوراق الكرفس “كان لدي بعض من الخبرة في الزراعة من قبل ولكن لا شيء مثل هذا”. ويضيف “مذاق السمك رائع، ولكنني أحاول ألا آكل الكثير منها، فأنا أحاول الاستمرار في تربيتها حتى لا اضطر إلى شراء السمك من السوق”.

وفي مدن وبلدات القطاع الرئيسة تتآكل الأراضي الزراعية بسبب بناء المباني السكنية المؤلفة من العديد من الطوابق ما يترك مجالاً قليلاً للزراعة . وفي حي الزيتون في مدينة غزة، نجحت إيمان نوفل (34 عاماً) في زراعة الفلفل الحلو والحار . وهي أم لأربعة أطفال تعيلهم وحدها بعدما مقتل زوجها في الاقتتال الداخلي عام 2006 بين حركتي “فتح”و"حماس".