فادي قفيشة اسم يردده الكبار قبل الصغار, فهو علم من أعلام المقاومة, وأسطورة من أساطير أسود الليل, قاوم المحتلين حتى غدا عنوانا من عناوينها, حفر بجسده حكاية شعب, مازال يقاوم, من هو فادي ؟وكيف التحق بصفوف الثورة, وماهي أهم المحطات النضالية في حياته ؟ كيف استشهد؟؟
التفاصيل في التحقيق التالي: الذي أعده الإعلامي ماجد ابوعرب
فادي الطفولة,ولد فادي عبد الحفيظ عبد اللطيف قفيشة عام 1978 في مدينة نابلس, ترعرع وسط أسرة محافظة عانت من فراق ألأب, وانخرط أبناؤها في سوق الرجولة منذ صغرهم, نحت ألأشقاء (كرم, رامي, كريم ) في صخر الحياة, وذاقوا مرارة الحياة وبؤس الفقر, وتذوقوا طعم العطاء, غرسوا بسواعدهم نبتة الرجولة, كانت حارة السمرة وتحديدا شارع المأمون بنابلس بداية المشوار, ففي إحدى زواياها كان هناك بيت صغير مؤلف من غرفتين, رغم ضيق مساحته إلا أنه كان واسعا بالمحبة والحنان, فادي كان مميزا بحنانه, وطيبة قلبه, يعشق الناس, وعاشق للأطفال والطفولة, عندما تزوج منحه الرب طفلتان مليئتان بالبراءة (ناريمان 7 سنوات, ونانسي 3 سنوات) حاول أن يغرس بداخلهما حنان ألأبوة الذي افتقده وهو صغير, إلا أن طلاق أمه وغياب والده زرع بداخله عقدة حنان غير طبيعية نحو الفقراء وضحايا الخلافات الزوجية, واليتامى, ما دفعه إلى تبني (طفلتان يتيمتان ) منحهم كل الحب, وهو المطارد والجريح, كما حاول فادي تبني طفل صغير آخر يبلغ من العمر (13عاما) فقد والديه إلا أن هذا الفتى اختفى ولم يظهر أمام فادي, وترك هذ ا الاختفاء جرحا غائرا في نفسيته,حول شخصية فادي تقول والدته:انه رجل متسامح إلى أبعد الحدود وصبور, كريم شهم, يكره الظلم, وتضيف ألأم قائلة: سمع فادي صدفة جدال حاد كان يدور بين رجل وزوجته حتى وصل إلى حد التهديد بالطلاق على خلفية قيامها بصرف ما قيمته (500 شيكل ) دون أخذ موافقة الزوج, مما دفع فادي إلى التدخل وحل الخلاف بعد أن دفع المبلغ إلى الزوج. فادي ألأسيرمنذ نعومة اظافره كان فادي مشاكسا للاحتلال, مشاركا بفعالية في المظاهرات, ففي الثانية عشرة من عمره أصيب بعيار ناري في ظهره وتحديدا في عاموده الفقري, ولم يتم إزالة العيار الناري, ويقول شقيقه (كرم ) إن تلك الرصاصة كانت تؤلمه صيفا وشتاءا, وفي الخامسة عشر من عمره اعتقل فادي لأول مرة, ومكث في السجن (عامين ونصف ) بتهمة المقاومة والانتماء إلى مجموعة عسكرية, وحيازة سلاح, وأفرج عنه عام (1994) أي مع بداية اتفاقيات اوسلو,جسده مرصع بالرصاص لم تكن تلك الرصاصة التي استقرت في ظهره, الوحيدة, بل كانت البداية, ففي الاجتياح الكبير عام (2002) الذي أطلقت عليه إسرائيل (عملية السور الواقي ) تعرض فادي لأول محاولة اغتيال بعد أن أطلقت طائرة حربية اسرائلية صاروخا في منطقة رأس العين, بالقرب من دحلة الكوني, وسقط الصاروخ بجانب قدميه, لكنه لم ينفجر, وقيل في حينها أن فادي كان عائدا لتوه من زرع عبوة ناسفة في المنطقة المذكورة, وفي المرة الثانية أصيب فادي بجراح بالغة الخطورة عندما اخترق الرصاص الإسرائيلي سترته الواقية اثر اشتباك عسكري عنيف دار بين المقاومين والمحتلين في شارع حطين بالمدينة, وقد ظن الجنود المذعورين أنه فارق الحياة, لكنهم اكتشفوا فيما بعد أنه نجى من موتهم.وفي عام (2003) انفجرت بين يديه عبوة ناسفة, وأسفر الحادث عن بتر ثلاثة أصابع من يده, وتأثر سمعه وضعف نظره على أثرها, وفي العام (2004) أي بعد مرور ثلاث سنوات على ملاحقته من قبل إسرائيل اتصل به أحد ألأشخاص, وأخبره نبأ إصابة صديقه (مجدي مرعي ) الملقب بالحجوب, ما دفعه إلى ترك فطوره, والخروج مسرعا لمواجهة الوحدات الخاصة الإسرائيلية, حاملا سلاحه على كتفه, بالإضافة إلى قنبلتين يدويتين بين يديه, وعندما وصل لبى حارة الياسمينة تصدى ببسالة الشجعان, وفجأة رماه أحد الجنود بصلية رصاص أدت إلى تفجير إحدى القنبلتين, وأسفر الحادث عن بتر يده اليمنى, وإصابة جسده بعشرات الشظايا, ليمكث أكثر من ستة شهور تحت العلاج في المخابئ والمغر, ذاق خلالها مرارة ألألم, وتجرع طعم العلقم, ونجح طبيبه الخاص في معالجته بعيدا عن عيون العسس والجواسيس.القدر ينقذه من الموت مرة أخرىومن مفارقات حياة هذا المناضل أن القدر الرباني أنقذه أكثر من مرة من موت محقق, ففي أحد ألأيام الملتهبة, وفي حارة الياسمينة تحديدا أطلق نحوه جنود الاحتلال عشرات ألأعيرة النارية بالقرب من (محمص الخليلي ) فأصابت إحدى الرصاصات (البارودة ) التي كان يحملها, ولم تصل إلى جسده, وفي المرة الثانية أنقذته توسلات إحدى النسوة من موت محقق, عندما طلبت منه أن يختبئ في منزلها, وكان برفقته مجموعة من المطاردين, كانوا ينوون المبيت في محيط مدرسة عادل زعيتر, فاستجاب فادي لرغبة (العجوز ) فيما واصل زملائه مشوارهم, فاستشهدوا جميعا بعد محاصرتهم وهم (ملهم أبو جميلة, هاني العقاد, نادر ألأسود وغيرهم).زار والدته (15) مرة خلال 5 سنواتارتبط فادي بأمه برباط مقدس لا مثيل له, فهي كانت بوصلته, ونبع حنانه, ورغم هذا الارتباط إلا أنه لم يتمكن خلال سنواته الخمسة التي قضاها مشردا وملاحقا, لم يتمكن من مشاهدة نور أمه سوى خمسة عشر مرة, حيث أمضى أكثر من 1825 يوم بعيدا عنها, ومرت عليه ظروف قاسية لم يتمكن خلال عام كامل من رؤية والدته, فمعظم لقاءته معها كانت تتم في ألأسواق, وفي معظم الفترات كان يوزع قبلاته عليها في الهواء أثناء عبوره مسرعا من أمام منزله, وكذلك تكرر ألأمر مع زوجته وأطفاله. بطولته ليس غريبا على (جنرال الانتفاضة )أن يحفل سجله بسيرة نضالية مميزة وفريدة فهو رجل مقاومة, لذلك أدخلته إسرائيل في دائرة الاستهداف (التصفية الجسدية ) ففي بداية الاجتياح (كما صرح بذلك شقيقه كرم ) قتل جنديا اسرائليا يدعى إبراهيم في شارع 24 عندما أسرع نحو الآليات العسكرية, وسكب بداخلها (سطلا من المواد المتفجرة ), ومن شدة جرأته عاد ليتناول مسدسه بعد أن سقط بجوار الآ لية المتفجرة.وفي حارة الياسمينة قتل فادي ضابطا اسرائليا وجرح عدة جنود, حيث لاذ الجنود بالفرار تاركين خلفهم يد زميل لهم مبتورة على الأرض, كما نجح فادي في عملية أخرى بإصابة مجموعة من الجنود بالقرب من ديوان الياسمينة.
علاقته مع ابوشرخ يقال أن فادي كان أحد تلاميذ الشهيد نايف أبو شرخ, ففي يوم استشهاد نايف كان فادي مختبئ تحت درج منزل في حارة القريون, وبسبب الحصار الذي كان مشددا في حينها اضطرت إحدى النسوة إلى بناء جدار من الطوب حول فادي وصديق كان برفقته, وعندما سمع بنبأ استشهاد نايف ورفاقه في حوش الجيطان جن جنون فادي وحاول تحطيم الجدار الذي كان يحيط به, وبكى بحرقة على رحيل قائده, لكن المرأة لم تسمح له بالخروج من مخبأه إلا بعد انسحاب الجيش, وفور خروجه من مضجعه قرر أن يرد الصاع صاعين فأرسل الاستشهادية زينب أبو سالم إلى التلة الفرنسية بالقدس المحتلة لتنفيذ عملية عسكرية هناك أسفرت عن قتل ثلاثة اسرائليين, كما شارك فادي في الإعداد العبوة الناسفة التي فجرها شاب من منطقة الخليل داخل مستوطنة قد وميم قرب قليقلية والتي أسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين, حيث شاركه في الإعداد لهذه العملية داوود فاطوني الذي استشهد لاحقا.تفاصيل استشهاد ه حول تفاصيل استشهاده قالت عائلته انه كان متواجدا في احد المخابيء داخل البلدة القديمة مع اثنان من مرافقيه, حيث رنّ هاتفه الخلوي وإذ بزملاء له من كتائب الأقصى يستفسرون منه عن ظروف وملابسات العملية العسكرية التي وقعت في حارة القريون والتي قتل فيها جندي إسرائيلي, فأخبرهم انه لم يشارك في هذه العملية لكنه خرج من منزله بعد أن لبس أجمل ثيابه, وعندما وصل إلى ساحة القريون فتح عليه جنود تمترسوا خلف إحدى النوافذ نيران أسلحتهم, استقرت إحدى الرصاصات في قلبه والأخرى في يده, فواجه الموت مبتسما رافعا يده نحو السماء كأنه يريد أن يقول لنا أنا ذاهب إلى الجنة, ومن مفارقات قصة هذا البطل انه كان دائم الاستعداد للموت, فقام بتحضير بوستره الشخصي قبل رحيله, كما كتب وصيته التي أوصى فيها بدفنه بجوار صديقه سامر عكوب, كما اشرف على إعداد ومتابعة أغنية تحمل اسمه وتعدد مناقبه, كما اشترى تموز العزاء.
فإلى جنات الخلد يا فادي
التفاصيل في التحقيق التالي: الذي أعده الإعلامي ماجد ابوعرب
فادي الطفولة,ولد فادي عبد الحفيظ عبد اللطيف قفيشة عام 1978 في مدينة نابلس, ترعرع وسط أسرة محافظة عانت من فراق ألأب, وانخرط أبناؤها في سوق الرجولة منذ صغرهم, نحت ألأشقاء (كرم, رامي, كريم ) في صخر الحياة, وذاقوا مرارة الحياة وبؤس الفقر, وتذوقوا طعم العطاء, غرسوا بسواعدهم نبتة الرجولة, كانت حارة السمرة وتحديدا شارع المأمون بنابلس بداية المشوار, ففي إحدى زواياها كان هناك بيت صغير مؤلف من غرفتين, رغم ضيق مساحته إلا أنه كان واسعا بالمحبة والحنان, فادي كان مميزا بحنانه, وطيبة قلبه, يعشق الناس, وعاشق للأطفال والطفولة, عندما تزوج منحه الرب طفلتان مليئتان بالبراءة (ناريمان 7 سنوات, ونانسي 3 سنوات) حاول أن يغرس بداخلهما حنان ألأبوة الذي افتقده وهو صغير, إلا أن طلاق أمه وغياب والده زرع بداخله عقدة حنان غير طبيعية نحو الفقراء وضحايا الخلافات الزوجية, واليتامى, ما دفعه إلى تبني (طفلتان يتيمتان ) منحهم كل الحب, وهو المطارد والجريح, كما حاول فادي تبني طفل صغير آخر يبلغ من العمر (13عاما) فقد والديه إلا أن هذا الفتى اختفى ولم يظهر أمام فادي, وترك هذ ا الاختفاء جرحا غائرا في نفسيته,حول شخصية فادي تقول والدته:انه رجل متسامح إلى أبعد الحدود وصبور, كريم شهم, يكره الظلم, وتضيف ألأم قائلة: سمع فادي صدفة جدال حاد كان يدور بين رجل وزوجته حتى وصل إلى حد التهديد بالطلاق على خلفية قيامها بصرف ما قيمته (500 شيكل ) دون أخذ موافقة الزوج, مما دفع فادي إلى التدخل وحل الخلاف بعد أن دفع المبلغ إلى الزوج. فادي ألأسيرمنذ نعومة اظافره كان فادي مشاكسا للاحتلال, مشاركا بفعالية في المظاهرات, ففي الثانية عشرة من عمره أصيب بعيار ناري في ظهره وتحديدا في عاموده الفقري, ولم يتم إزالة العيار الناري, ويقول شقيقه (كرم ) إن تلك الرصاصة كانت تؤلمه صيفا وشتاءا, وفي الخامسة عشر من عمره اعتقل فادي لأول مرة, ومكث في السجن (عامين ونصف ) بتهمة المقاومة والانتماء إلى مجموعة عسكرية, وحيازة سلاح, وأفرج عنه عام (1994) أي مع بداية اتفاقيات اوسلو,جسده مرصع بالرصاص لم تكن تلك الرصاصة التي استقرت في ظهره, الوحيدة, بل كانت البداية, ففي الاجتياح الكبير عام (2002) الذي أطلقت عليه إسرائيل (عملية السور الواقي ) تعرض فادي لأول محاولة اغتيال بعد أن أطلقت طائرة حربية اسرائلية صاروخا في منطقة رأس العين, بالقرب من دحلة الكوني, وسقط الصاروخ بجانب قدميه, لكنه لم ينفجر, وقيل في حينها أن فادي كان عائدا لتوه من زرع عبوة ناسفة في المنطقة المذكورة, وفي المرة الثانية أصيب فادي بجراح بالغة الخطورة عندما اخترق الرصاص الإسرائيلي سترته الواقية اثر اشتباك عسكري عنيف دار بين المقاومين والمحتلين في شارع حطين بالمدينة, وقد ظن الجنود المذعورين أنه فارق الحياة, لكنهم اكتشفوا فيما بعد أنه نجى من موتهم.وفي عام (2003) انفجرت بين يديه عبوة ناسفة, وأسفر الحادث عن بتر ثلاثة أصابع من يده, وتأثر سمعه وضعف نظره على أثرها, وفي العام (2004) أي بعد مرور ثلاث سنوات على ملاحقته من قبل إسرائيل اتصل به أحد ألأشخاص, وأخبره نبأ إصابة صديقه (مجدي مرعي ) الملقب بالحجوب, ما دفعه إلى ترك فطوره, والخروج مسرعا لمواجهة الوحدات الخاصة الإسرائيلية, حاملا سلاحه على كتفه, بالإضافة إلى قنبلتين يدويتين بين يديه, وعندما وصل لبى حارة الياسمينة تصدى ببسالة الشجعان, وفجأة رماه أحد الجنود بصلية رصاص أدت إلى تفجير إحدى القنبلتين, وأسفر الحادث عن بتر يده اليمنى, وإصابة جسده بعشرات الشظايا, ليمكث أكثر من ستة شهور تحت العلاج في المخابئ والمغر, ذاق خلالها مرارة ألألم, وتجرع طعم العلقم, ونجح طبيبه الخاص في معالجته بعيدا عن عيون العسس والجواسيس.القدر ينقذه من الموت مرة أخرىومن مفارقات حياة هذا المناضل أن القدر الرباني أنقذه أكثر من مرة من موت محقق, ففي أحد ألأيام الملتهبة, وفي حارة الياسمينة تحديدا أطلق نحوه جنود الاحتلال عشرات ألأعيرة النارية بالقرب من (محمص الخليلي ) فأصابت إحدى الرصاصات (البارودة ) التي كان يحملها, ولم تصل إلى جسده, وفي المرة الثانية أنقذته توسلات إحدى النسوة من موت محقق, عندما طلبت منه أن يختبئ في منزلها, وكان برفقته مجموعة من المطاردين, كانوا ينوون المبيت في محيط مدرسة عادل زعيتر, فاستجاب فادي لرغبة (العجوز ) فيما واصل زملائه مشوارهم, فاستشهدوا جميعا بعد محاصرتهم وهم (ملهم أبو جميلة, هاني العقاد, نادر ألأسود وغيرهم).زار والدته (15) مرة خلال 5 سنواتارتبط فادي بأمه برباط مقدس لا مثيل له, فهي كانت بوصلته, ونبع حنانه, ورغم هذا الارتباط إلا أنه لم يتمكن خلال سنواته الخمسة التي قضاها مشردا وملاحقا, لم يتمكن من مشاهدة نور أمه سوى خمسة عشر مرة, حيث أمضى أكثر من 1825 يوم بعيدا عنها, ومرت عليه ظروف قاسية لم يتمكن خلال عام كامل من رؤية والدته, فمعظم لقاءته معها كانت تتم في ألأسواق, وفي معظم الفترات كان يوزع قبلاته عليها في الهواء أثناء عبوره مسرعا من أمام منزله, وكذلك تكرر ألأمر مع زوجته وأطفاله. بطولته ليس غريبا على (جنرال الانتفاضة )أن يحفل سجله بسيرة نضالية مميزة وفريدة فهو رجل مقاومة, لذلك أدخلته إسرائيل في دائرة الاستهداف (التصفية الجسدية ) ففي بداية الاجتياح (كما صرح بذلك شقيقه كرم ) قتل جنديا اسرائليا يدعى إبراهيم في شارع 24 عندما أسرع نحو الآليات العسكرية, وسكب بداخلها (سطلا من المواد المتفجرة ), ومن شدة جرأته عاد ليتناول مسدسه بعد أن سقط بجوار الآ لية المتفجرة.وفي حارة الياسمينة قتل فادي ضابطا اسرائليا وجرح عدة جنود, حيث لاذ الجنود بالفرار تاركين خلفهم يد زميل لهم مبتورة على الأرض, كما نجح فادي في عملية أخرى بإصابة مجموعة من الجنود بالقرب من ديوان الياسمينة.
علاقته مع ابوشرخ يقال أن فادي كان أحد تلاميذ الشهيد نايف أبو شرخ, ففي يوم استشهاد نايف كان فادي مختبئ تحت درج منزل في حارة القريون, وبسبب الحصار الذي كان مشددا في حينها اضطرت إحدى النسوة إلى بناء جدار من الطوب حول فادي وصديق كان برفقته, وعندما سمع بنبأ استشهاد نايف ورفاقه في حوش الجيطان جن جنون فادي وحاول تحطيم الجدار الذي كان يحيط به, وبكى بحرقة على رحيل قائده, لكن المرأة لم تسمح له بالخروج من مخبأه إلا بعد انسحاب الجيش, وفور خروجه من مضجعه قرر أن يرد الصاع صاعين فأرسل الاستشهادية زينب أبو سالم إلى التلة الفرنسية بالقدس المحتلة لتنفيذ عملية عسكرية هناك أسفرت عن قتل ثلاثة اسرائليين, كما شارك فادي في الإعداد العبوة الناسفة التي فجرها شاب من منطقة الخليل داخل مستوطنة قد وميم قرب قليقلية والتي أسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين, حيث شاركه في الإعداد لهذه العملية داوود فاطوني الذي استشهد لاحقا.تفاصيل استشهاد ه حول تفاصيل استشهاده قالت عائلته انه كان متواجدا في احد المخابيء داخل البلدة القديمة مع اثنان من مرافقيه, حيث رنّ هاتفه الخلوي وإذ بزملاء له من كتائب الأقصى يستفسرون منه عن ظروف وملابسات العملية العسكرية التي وقعت في حارة القريون والتي قتل فيها جندي إسرائيلي, فأخبرهم انه لم يشارك في هذه العملية لكنه خرج من منزله بعد أن لبس أجمل ثيابه, وعندما وصل إلى ساحة القريون فتح عليه جنود تمترسوا خلف إحدى النوافذ نيران أسلحتهم, استقرت إحدى الرصاصات في قلبه والأخرى في يده, فواجه الموت مبتسما رافعا يده نحو السماء كأنه يريد أن يقول لنا أنا ذاهب إلى الجنة, ومن مفارقات قصة هذا البطل انه كان دائم الاستعداد للموت, فقام بتحضير بوستره الشخصي قبل رحيله, كما كتب وصيته التي أوصى فيها بدفنه بجوار صديقه سامر عكوب, كما اشرف على إعداد ومتابعة أغنية تحمل اسمه وتعدد مناقبه, كما اشترى تموز العزاء.
فإلى جنات الخلد يا فادي