بالصور مناشدة عاجلة : تلك السيارة المُسرعة من جعلت محمد أسير الفِراش‎


تهاني أبو لبدة - سرعان ما تلاشت ابتسامة طفل عاش التجربة... نالت منه عجلات الرقود لتقعده فقيدا هائما ...مسألة تعدت كافة المسافات ...هل هي فوضي أصبحت بشكل عبثي أم هو مقصود...فسائق التاكسي يتحدي سباق الريح ... يسير دون محددات ... فتارة يصدم سيارة بسيارة... وتارة أخري بمارة الطريق ... فيما أصبحت مكابح الحياة لعبة لكل مبتدئ فقد لأنه حصل علي رخصة قيادة ؟!.



حوادث ليست الأولي ولا بالأخيرة ؟ فالطفل محمد أبو خاطر ابن التسعة أعوام واحد من عشرات الضحايا التي تسقط يوميا, فقد زار مستشفي الشفاء الطبي جراء إصابته بحادث سير علي طريق عام أدي إلي أودى بعدة كسور مركزة علي قدمه اليمني, ومنها فقد اجري محمد أربع عمليات في مستشفيات عدة داخل قطاع غزة, ولكن دون جدوى فما زال الطفل يعاني من الألم في الوقت الذي يعتبر فيه الاهتمام الطبي المقدم له ضئيلا جدا إلي جانب العلاج الذي لا يتعدي المضاد الحيوي, علي الرغم أن الحالة تحتاج إلي دواء اكبر بكثير.



محمد لم يكن يسير وسط الطريق ولا أمام السيارات, فقد كان واقفا إلي جانب الجدار فكان نصيبه أن تتعدي السيارة الرصيف وتتركه جريحا مخضباً بدمائه ...كلمات رافقتها دموع انهمرت من عيون أم محمد وهي والدة الطفل المصاب حيث أوضحت: عانينا كثيرا منذ ما يقارب الشهر والنصف علي إصابة محمد, حيث أجريت له أربع عمليات ثلاثة منها كانت بالمستشفي الأوروبي والأخيرة بمستشفي الشفاء.



وتابعت: أكد لنا التمريض الموجود في القسم أن محمد يحتاج إلي 3 وحدات دم وفي الحال, كما أن فصيلة دمه "– o" لم تكن متوفرة فلم يكن منا إلا أن رجوناهم بإعطائنا الوحدات الثلاث علي أن يتم تعويضهم بها لاحقا, فمن هنا نحن مطالبون الآن بتعويض ثلاث وحدات إلي بنك الدم في مستشفي الشفاء عوضا عن حاجة محمد إلي المزيد من وحدات الدم.



اختراق للقوانين :

ردود فعل متباينة يسجلها المواطن الغزي في الوقت الذي أصبح فيه سائق التاكسي يتجاوز الحد المسموح له في القيادة, تجده يسير بسرعة البرق وكأن الساعات قد فقدت أصالتها, أليس في التأني السلامة أم أنها فقد مجرد كلمات تتردد حثيثا, شرطة المرور أين انتم من هكذا مواقف, وكذلك وزارة النقل والمواصلات لا أظن أنكم لا تسمعون يوميا عن حادث هنا وحادث هناك, ألم تفكروا يوما بأن تضعوا حدا لهذه المهزلة؟ أن تتابعوا عملكم بإجهاز وانجاز ؟ لا يسعني أن أضيف الكثير فعندكم من الحلول الأكثر لو عملتم عليه واليكم التعليق.



استغاثة أم ...أنقذوا محمد

أوضحت والدة الطفل متحدثة باسم الضمير الإنساني ان تنظروا بعين الرحمة لهذا الطفل الذي لا ذنب له وليس بيده حيلة, وبدورها ناشدت كل السائقين بأن يتقوا الله ويسيروا وفق الحد المسموح لهم وان يكونوا علي درجة عالية من اليقظة فهذه أرواح وليست العاب, وكذلك ناشدت كل من يستطيع أن يتبرع بفصيلة دم "– o" أن يتواصل معهم علي الرقم المكتوب أدناه حتى يتم تزويد محمد بالدم الكافي , وكذلك تعويض ما سيطلب منهم في بنك الدم في مستشفي الشفاء الطبي.





هل هذا ما كان ينتظر محمد، أم أنه غول يستهدف أحلامهم؟ هل سيستطيع محمد بعد ذلك أن يلعب كرة القدم لاحقا مع إخوته ورفاقه كما كان يلعبها سابقا؟ وان كان هناك توابع فمن يا تري سيكون المسئول؟ وهل سيكون الإهمال الطبي مرادفا لقسوة سائق عبثي في انتهاك حياة الأطفال ؟ أم أن محمد سيجد من يعاود مراجعة ضميره ويفاجئه بتحويله علاج بالخارج ؟



وسط كل هذه التساؤلات هل سيبقي محمد رهين الفراش حائرا ضعيفا أم انه سيكون هناك من جديد يشفي العليل ؟



جوال للتواصل مع عائلة الطفل :0599033183



تصوير : راوية نور الدين