وإن كان البعض لم يراع حرمة الشهر الكريم في ارتكاب جريمة أو ممارسة سلوكيات خاطئة، فإن هناك الكثيرين أيضا قدموا لنا قصصا خلال هذا الشهر تجسد معاني الإخاء والبذل والعطاء والإحساس بمعاناة الآخرين والعمل على مواساتهم والوقوف بجانبهم..
* النوم مبكراً.. يحمي أحيانا من الطلاق
الغريب أن موظفي المحكمة عندما رغبوا في إبلاغ الزوجة فشلوا في الاتصال بها على مدار ثلاثة أيام متتالية نتيجة لإغلاقها الهاتف أثناء النوم. وفي نهاية المطاف تم الاتصال بالخادمة التي أبلغتها بضرورة التوجه للمحكمة، حيث فوجئت بطلب زوجها الطلاق بسبب ساعات النوم الطويلة لها في شهر رمضان وإغلاقها للهاتف بصورة دائمة، غير عابئة بظروف زوجها الذي يعمل في مدينة بعيدة، ويعود يوميا لتناول الإفطار مع أسرته ويضطر للتواصل مع الخادمة لمعرفة احتياجات الأسرة، ويضطر في أحيان كثيرة لطلب الإفطار من المطاعم.
صحيفة “البيان” الإماراتية ذكرت إن الزوج، الذي يعيش بإمارة رأس الخيمة قال في شكواه، إن زوجته تقضي معظم وقتها في مشاهدة القنوات الفضائية، ولا تخرج من المنزل إلا لصلاة العشاء والتراويح ثم تعاود السهر أمام التلفزيون حتى أذان الفجر، ثم تبدأ الحديث مع أهلها حتى السادسة صباحا قبل الخلود للنوم والاستيقاظ عند أذان العصر.
المحكمة تمكنت من إقناع الزوج بالتراجع عن الاستمرار في شكواه ضد الزوجة بعد أن وافقت على النوم مبكرا والتخلي عن عادة السهر أمام القنوات الفضائية والتفرغ للعبادة فيما تبقى من أيام الشهر الفضيل.
* أبشع جرائم الشهر
وبحسب القصة التي نشرتها الصحف المصرية، فإن الزوج “أحمد. ن. م” عاطل، كان خارج المنزل برفقة أصدقائه حتى مطلع الفجر، وعاد إلى منزله فى السابعة صباحًا فوجد زوجته نائمة فأيقظها وطلب منها إعداد الطعام، وعندما أكدت له أنهم دخلوا فى وقت الامتناع عن الأكل فوجئت بإصراره على إعدادها الطعام له، لكنها رفضت للمرة الثانية وهي تردد “على جثتي”، مؤكدة له أنه “لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق”.
وهنا قرر الزوج أن ينهي الحوار مع زوجته على طريقته، حيث استل فرد خرطوش من طيات ملابسه وأطلق منه رصاصة صوب الزوجة اخترقت رأسها لتسقط على الأرض جثة هامدة، ثم هرب، ويكثف ضباط المباحث بالجيزة جهودهم لضبط القاتل الهارب.
* عباءة مكيفة.. الحاجة أم الاختراع
ويتم انتاج العباءات من اقمشة صحية مصنوعة من ألياف نباتية طبيعية وغير محولة ذات ملمس بارد، تبعث الندى الخاص بها الى جلد الإنسان وتعمل كمرطب من خلال “مسام” تسمح بدخول الهواء إليها، مما يساعد على تقليل درجات الحرارة، والشعور بهدوء البشرة، خصوصا الحساسة والمتعرقة، كما تمتلك القدرة على التنفس ولا تلتصق بجسم الانسان، وتم اختيار خيوط “عباءة رمضان” بعناية فائقة كخيوط الأستيت والحرير والقطن البوليستر لقدرتها على التكيف مع أجواء الخليج العربي، وبالفعل تم اختبارها في مدينة جدة وارسال المواصفات الخاصة بالأقمشة لمصانع اليابان والهند لاتمامها وطرحها بالسوق السعودي لتساعد الزوار من خارج المملكة وداخلها على أداء مناسك العمرة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
* مسحراتي مسيحي.. وقس يصوم
وكان القس فيس ماغرودر قد أصر على صيام الشهر مع صديقه الشيخ لمدة ثلاثين يوماً ولمدة 15 ساعة في اليوم ونشر تجربته الفريدة على موقعه الخاص على شبكة الإنترنت والتي اجتذبت آلاف القراء لتبادل الخبرات بين الأديان.
وذكر القس أن إصراره على الصيام هو تضامن مع المجتمع المسلم وتعميق الجانب الروحاني في شخصيته بعد أن لاحظ أثر الصيام الكبير على شخصية المسلمين.
وشهد موقع القس على الإنترنت تفاعلاً واسعاً، ونصح القس فيه جميع المسيحيين بتجربة الصيام، وعبر عن سعادته في الإجابة عن أسئلة القراء.
واكتسبت قصة الشيخ المسلم والقس المسيحي تغطيات إعلامية كبيرة واسعة كمثال على التسامح بين الأديان. وذكر الشيخ ياسين أن شعب أمريكا يحب البحث عن الحقيقة، داعياً إلى نبذ صور الإعلام الداعية للتفرقة.
وليس بعيدا عن التسامح بين الأديان، تأتي قصة المسحراتي المسيحي، فرغم أن مهنة المسحراتي مهنة رمضانية ترتبط بعبادة الصوم لدى المسلمين، فلم يجد الشاب ميشيل أيوب (32 عاماً)، من قرية المكر بعكا داخل أراضي فلسطين المحتلة عام 1948، أي غضاضة في أن يتولى مهمة إيقاظ النائمين للسحور، إذ يتجول في أزقة البلدة القديمة في عكا قبيل الفجر منادياً السكان ليستيقظوا ويتسحروا في رمضان.
ويقول ميشيل إنه بدأ في هذه المهمة التي لا يتلقى أي أجر مقابلها منذ سبع سنوات، مضيفاً: “نسحّر كثيرين في عدة أماكن، هم أهلنا، وهذا شيء يدعو للفخر ونتشرف به”.
ولقيت مبادرة ميشيل المسحراتي استحساناً من سكان القرية مسلمين ومسيحيين، كما قامت جهات إسلامية بتكريمه عرفاناً له بالجميل في هذه الخطوة التي توطّد العلاقات الأخوية في المدينة.