في أيامنا هذه غزت المسلسلات والأفلام الهابط مجتمعاتنا، بلسان عربي وفكر منحل، فمسلسلات الغرام والعشق التي تبثها القنوات الفضائية والتي يشاهدها الكثير، إنعكست سلبياً على مجتمعاتنا فأصبح هناك من يقلدها ويقلد أفعالها، فالمسلسلات تعلم المشاهد كيف يعشق وكيف يغرق .. كيف يغازل وكيف يتجاوز الأخلاق والدين، وتبرر له فعلته وتثير شهوته ليقع في مستنقع الرذيلة والشذوذ.
إنعكاس على الواقع
من ضحايا مثل هذه المسلسلات الهابط شابين وامرأة، بدأت الحكاية بأن شاهد أحد الشباب إمراة متبرجة في أحد الأماكن العامة (مكتب عمل) وقد فتن بزينتها، وسعى بالحصول على رقم جوالها وقد حصل عليه، اتصل بالمرأة وهي متزوجة ولديها ابناء، لينسج علاقة تعارف تحولت مع مرور الوقت إلى حب وعشق وغرام.
يقول الشاب-23 عاماً- في حوار مع مراسل موقع المجد الامني ( كان اتصالي بالمرأة مجرد لهو وتضيع وقت، وكنت فعلاً قد فتنت بالمرأة، وقد تضايقت عندما علمت أنها متزوجة ولديها أبناء).
وعن سؤالنا لماذا استمرت العلاقة بعد معرفتك بانها متزوجة؟ وكيف تطورت؟ أجاب الشاب (لقد طرحت عليها أن يستمر الحديث بيننا على الجوال بالخفاء من أجل التسلية والمتعة فقط، فوافقتني الرأي وقالت لي مثل (سمر ومهند)، واستمرت العلاقة، وكانت تشحن رصيد الجوال، فوضعها المادي أفضل مني).
(سمر ومهند) هم "أبطال" أحد المسلسلات والتي انعكست بأحداثها الدرامية الهابطة على مجتمعاتنا العربية، فبعد أكثر من أربعة أشهر من الاتصالات المستمرة والحديث الفاحش بين الشاب والمرأة التي تكبرة بسبعة أعوام، تحول تفكير الشاب إلى مجرى آخر، فبعد تأكده من تعلق المرأة به، بدأ في طلب الخروج معها ومقابلتها في اماكن عامة تطورت إلى مقابلات في أماكن وشقة خاصة، وقد اتفق الشاب مع صديق له بتصويرهما عند كل لقاء.
بعد فترة من العلاقة والمقابلات بدأ الشاب في طلب المال من المرأة بحجج مختلفة، وقد كانت تعطيه مبالغ قليلة، وفي إحدى المقابلات طلب الشاب من المرأة قلادة الذهب التي تضعها على رقبتها والتي تبلغ قيمته أكثر من 2000 دينار أردني فرفضت المرأة ذلك فكان جواب الشاب سريعاً حيث هددها بالتسجيلات المصورة. ورضخت المرأة له.
يقول الشاب (بعد أن هددتها بالتسجيلات المصورة، استمرت العلاقة بيننا من أجل حصول على المال فقط، فكنت اتصل بها كلما احتجت إلى المال أو شحن الجوال وكانت ترسله لي دون أي مشاكل).
السجن والطلاق
بعد عام تقريباً بدأت النهاية، حيث بدأت شكوك زوج المرأة تدور حولها وحول تصرفاتها، إلى أن اعترفت لزوجها بعلاقتها مع الشاب وتهديد الشاب لها.. الأمر الذي أدى لانفصال زوجها عنها واعتقال الشاب من قبل الجهات الأمنية المختصة.
وقاية لا علاج
إن ديننا الحنيف وأخلاقنا وعاداتنا واعرافنا لتنكر مثل هذه الأفكار الهابطة التي ساقتها إلينا شاشات التلفزة لتبث السموم في بيوتنا، ويستقبلها أبنائنا وبناتنا وللاسف بإرادتنا.
وإن التقارير والدراسات التي إجريت على مدى تأثر مجتمعاتنا العربية والإسلامية بمثل هذه المسلسلات والأفلام لتدعونا لدق ناقوس الخطر والوقف بحزم أمام هذه الأفكار الهابطة وحسم أمر القنوات التي تبث السموم لتصيب أبنائنا إلى أبنائنا وبناتنا.
وعلى أولياء الأمور من أباء وامهات أن يكون اكثر حرصاً ووعياً بخطورة هذه المسلسلات والأفلام، فالوقاية خير من قناطير العلاج.
نقلاً عن موقع المجد الامني
نقلاً عن موقع المجد الامني