ذكرنا في مقالات عديدة سابقة أن التقنيات الحديثة برغم فوائدها إلا أن مخاطرها لا يستهان بها، فالتسهيلات التي تقدمها التكنولوجيا في حال لم يتم ضبطها بشكل جيد فإن هناك احتمالات كبيرة أن تتحول إلى سلاح بيد خصومك، حيث يمكنهم استغلال تلك التسهيلات لمصالحهم وللإضرار بك، ما يعيد هذا الكلام للأذهان هو حلول يوم الأول من مارس، وهو موعد سريان سياسة الخصوصية الجديدة من جوجل.
السياسة الجديدة من جوجل تجعل جمع ادق تفاصيل مستخدميها في مكان واحد وإتاحته لآلاف المعلنين أمراً واقعاً لا يمكن للمستخدم رفضه، ومن الواضح أن كبرى الشركات التقنية تقوم تدريجيا بتغيير حدود الخصوصية المعروضة أمام الجميع.وقد سببت جوجل موجة احتجاجات رقمية في الإنترنت بعد الإعلان مؤخرا عن اتفاقية جديدة لخصوصية المستخدم تسمح لها بجمع المعلومات من مختلف الخدمات، واستخدامها لوضع الإعلانات في الأماكن المناسبة، لتصل إعلانات الشركات أو الأفراد بدقة أكبر إلى الأطراف التي قد تكون مهتمة. وعلى الرغم من أن الخدمات الحالية لـجوجل تتبادل المعلومات بينها، مثل قدرة «مفكرة جوجل» على إكمال الأسماء التي يكتبها المستخدم وفقا لتلك الموجودة في بريده الإلكتروني، إلا أن التغييرات الجديدة في اتفاقية الخصوصية ستسهل على الشركة القيام بذلك بشكل كبير.
ومن المؤكد أن المحامين والمدافعين عن الخصوصية سيقرأون ويمحصون شروط الاتفاقية الجديدة، وخصوصا بعد اتخاذ هيئة التجارة الفيدرالية في الولايات المتحدة قرارا تجبر فيه جوجل على تسليم سجلات فحص الخصوصية للـ20 عاما المقبلة، وذلك بعد اكتشاف الهيئة أن جوجل قد استخدمت استراتيجيات مخادعة، وخرقت وعودها بحفظ خصوصية مستخدمي خدماتها.
أما الخيارات المتوفرة أمام المستخدمين الآن فهي إما قبول الشروط الجديدة أو عدم استخدام خدمات جوجل.
ومن الأمور التي يجب أخذها في عين الاعتبار أن مستخدمي شبكة جوجل+ الاجتماعية يشاركون معلوماتهم في الشبكة، وهم بالتالي سيشاركون معلومات مواقعهم واحتفالاتهم وصداقاتهم، الأمر الذي يعني أن هذه المعلومات ستصبح متوفرة لـجوجل، ويمكن ربطها بعروض فيديو شاهدها المستخدم في «يوتيوب» لمعرفة ما يدور في بال المستخدم في ذلك اليوم.
ومن المخاوف الأخرى أن نظام التشغيل «أندرويد» الخاص بالهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية الذي يزداد شعبية مع مرور كل يوم هو نظام خاص بـجوجل، ويقوم بمزامنة/ تنسيق المعلومات بين الجهاز وحساب المستخدم في الإنترنت (من خلال اسم مستخدم جوجل)، وبالتالي فإن حياة المستخدم الشخصية وفي الإنترنت ستصبح مكشوفة لـجوجل، بحيث تستطيع الشركة ربط الأسماء والرسائل المتبادلة عبر الهاتف الجوال مع تلك الموجودة في بريده الإلكتروني وشبكة جوجل+، لتعرف الشركة من هم الأفراد الذين يتواصل المستخدم معهم بشكل مستمر، وجمع معلومات عن هؤلاء الأفراد، واستخدامها للربط بينهم من خلال خدمات أخرى.
وقال لاري بيج، الرئيس التنفيذي لـجوجل، بداية الشهر السابق (فبراير)، إن جوجل طورت محرك البحث الخاص بها ليفهم الأفراد والعلاقات بينهم وبين ما يريدون البحث عنه، لا لفهم المحتوى فقط. ومن الأمثلة على ذلك تقديم تنبيه للمستخدم وفقا لموقعه الجغرافي في «خرائط جوجل» في حال اقترب الوقت لموعد ما، واقتراح الذهاب إلى ذلك الموقع وفقا لحالة الازدحام المروري.
وتبقى خدمات متصفح «كروم» ونظام التشغيل «كروم أو إس» و«كتب جوجل» و«محفظة جوجل» غير خاضعة لهذا التغيير الجديد، إلى الآن.
مالذي ستفعله جوجل ؟
جوجل ستراقبك وتشاهد كل اهتماماتك وتحركاتك وكل شيء تبحث عنه في الشبكة أو تستخدمه عن طريق خدمات جوجل
ليس هذا فقط بل ستقوم جوجل بمشاركة معلوماتك الشخصية وغير الشخصية مع المؤسسات والشركات والأفراد خارج جوجل.
والتعاون مع الناشرين والمعلنين وموقع الويب لمشاهدة اهتماماتك ، أيضا سيقومون بتحديد موقعك عن طرق الجي بي اس أو الهاتف أو غيره من تقنيات اذا كان هناك حاجة لذلك !!
كل هذه الانتهاكات للخصوصية ستقوم بها جوجل بدءً من اليوم الأول من مارس، فاذا كنت ممن يستخدم بريد الجيميل او تملك حساب على اليوتيوب فعليك التصرف سريعاً حتى تتجنب اللعب والمتاجرة بك وجعلك كسلعة لجوجل وسياستها الحمقاء الجديدة ( اضغط هنا للتعرف على سياسة الخصوصية الجديدة )
https://www.google.com/intl/ar/policies/privacy/preview/
ما لذي يمكن فعله من طرف المستخدم القلق بشأن خصوصيته ؟
* التفكير ببديل جيد لخدمات جوجل (فكرة صعبة لكن ليست مستحيلة).
* مسح تاريخك الحالي فوراً قبل أن يصبح سلعة يتداولها التجار في أنحاء العالم، وذلك عبر زيارة الرابط التالي :
https://www.google.com/history
عليك بتسجيل دخولك ثم اختيار "remove all Web History."، هذا سيوقف ايضاً عملية تسجيل عمليات بحثك.
* لا تستخدم خدمات جوجل أثناء تسجيل دخولك ما أمكن ذلك.
* برمج المتصفح لمسح الكوكيز تلقائياً عند إغلاقه (تم شرح ذلك بشكل مفصل سابقاً).
* إستخدم اضافة better privacy لمسح السوبر كوكيز بشكل آلي عند الإغلاق.
* امسح تاريخك من يوتيوب ايضاً، وذلك بتسجيل دخولك في موقع يوتيوب ثم ضغط "مدير الفيديو - Video Manger" ثم التاريخ - history ثم مسح التاريخ “Clear all viewing history.”. ثم أوقف تسجيل تاريخ استخدامك “Pause viewing history."
* كرر الخطوة السابقة مع Search history - تاريخ البحث.
* في حال امتلاكك أكثر من حساب فيجب تكرار العملية السابقة في جميع الحسابات على جوجل ويوتيوب.
في حال تطبيقك للخطوات السابقة فسيتم ايقاف مشاركة جوجل لمعلوماتك مع الآخرين من شركات وناشرين وغيره، أما جوجل فستسجل كل شيء لنفسها فقط دون مشاركته الآخرين اذا أوقفت تسجيل نشاطاتك. وجدير بالذكر أن سياسة جوجل الجديدة هذه تمت معارضتها من قبل وكالة حماية البيانات في الإتحاد الأوربي وطلبت من جوجل تأجيل العمل بسياستها الجديدة لكن جوجل رفضت ذلك (الشركات الكبرى تبدو أقوى من دول كثيرة، أليس كذلك؟