بالصورة:علماء يسقون بوتين ماء شربت منه الديناصورات




عينة مياه مأخوذة من بحيرة فوستوك الغامضة تكشف تفاصيل جديدة عن الكرة الارضية قبل عصر الجليد وأشكالا جديدة من الحياة.

موسكو - قدم باحثون روس مياها شربت منها الديناصورات لرئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الجمعة عندما عرضت عليه عينة من مياه قديمة استخرجت من تحت جليد بحيرة بالقطب الجنوبي.

وقال العلماء في وقت سابق من الاسبوع انهم نقبوا في القشرة المتجمدة لبحيرة فوستوك الشاسعة التي ظلت ساكنة لما يصل الى 14 مليون عام وتخفي ما يعتقد العلماء انها كائنات حية غير معروفة واسرار حياة محتملة على كواكب اخرى.

وقال بوتين لوزير الموارد الطبيعية الروسي يوري تراتنيف "حسنا. هل شربت الماء؟" وذلك عقب عرض زجاجة صغيرة من الماء على بوتين قالت الحكومة انها استخرجت من البحيرة.

ورد الوزير مرتبكا انه لم يجرب ولو قطرة واحدة منها.

وقال بوتين مبتسما "حسنا سيكون الامر شيقا.. الديناصورات شربت منها وايضا تراتنيف عضو الحكومة الروسية". وكبح الوزير ابتسامته وقال انه لم يرغب ان يكون ديناصورا.

وتعتبر بحيرة فوستوك الواقعة على عمق كبير تحت الجليد احدى اخر المواقع النائية التي لم تكتشف بعد في العالم. ويعتقد العلماء ان عمقها قد يزودهم بمعلومات عن الكرة الارضية قبل عصر الجليد.

ويقول غيرمان ليتشينكوف من المعهد الروسي للأبحاث العلمية "من الممكن وإن كان الاحتمال ضئيلا اكتشاف كائنات حية دقيقة نجهلها".

يضيف ليتشينكوف المتخصص في موارد أنتارتيكا "قد تكون كائنات حية دقيقة تطورت هناك وتأقلمت مع الظروف القاسية".

أما فلاديمير سيفوروتكين من جامعة ولاية موسكو، فيبدو أكثر إيجابا إذ يعتقد أن "علماء الأحياء سيكتشفون (في البحيرة) جراثيم غير معروفة" حتى اليوم.

يذكر أن فريقا روسيا تمكن الأحد وبعد عشرين سنة من التنقيب من بلوغ البحيرة المعزولة منذ مئات آلاف السنين على عمق 3769.3 أمتار.

ويعتزم العلماء الروس بلوغ قعر بحيرة فوستوك خلال سنتي 2013 و2014، بحسب ما يقول الخبير سيرغي بولات من معهد الفيزياء النووية في سان بطرسبورغ، مشيرا إلى أن عمق المياه تحت الثقب الذي أحدثه آلات التنقيب يقدر بين 600 و700 متر.

يشار إلى أن مياه بحيرة فوستوك التي يوازي حجمها حجم بحيرة أونتاريو، بقيت بشكلها السائل بفضل ارتفاع الحرارة الأرضية والعزل الذي أمنه الغطاء الجليدي لها.

















ماء الديناصورات





ويقول بولات "إذا اكتشفنا حياة جرثومية في هذه المياه التي تحتوي على نسبة كبيرة من الأكسجين فسيشكل هذا أعظم اكتشاف لأن هذا الشكل من أشكال الحياة غير معروف حتى اليوم على الأرض".

في العام 2010، اكتشف باحثون أميركيون في قعر بحيرة في كاليفورنيا جرثومة قادرة على التطور بواسطة الزرنيخ، ما شكل نقطة تحول في الأبحاث حول الحياة.

وأعلن مدير البعثة الروسية فاليري لوكين الأربعاء أن العينات الأولى ستؤخذ في كانون الأول/ديسمبر خلال فصل الصيف المقبل في أنتارتيكا.

ويعتبر ليتشينكوف أن "طبقات الترسبات تخبئ معلومات عن تغير الطبيعة والمناخ منذ 15 أو 20 سنة في وسط أنتارتيكا".

ويضيف أن اكتشاف هكذا معلومات سيكون "فريدا من نوعه" "لأننا نملك حاليا معلومات قليلة جدا عن هذا الجزء من (قارة) أنتارتيكا" المغطاة في معظمها بالجليد.

ويتابع أنه بغية اكتشاف هذه المعلومات، "من الضروري تطوير تكنولوجيا تنقيب موثوقة من ناحية السلامة بغية تفادي أي شكل من أشكال التلوث".

وكانت أصوات كثيرة قد علت احتجاجا على أعمال التنقيب التي يجريها الروس على حرارة خمسين درجة تحت الصفر والتي قد تسبب التلوث بحسب علماء فرنسيين وبريطانيين.

ويشير البروفسور مارتن سيغرت مدير كلية علوم الأرض في جامعة إدنبره إلى أن الروس يستعملون الكيروسين حول حفرة التنقيب لإبقائها مفتوحة.

يذكر أن فريقا فرنسيا حاول بلوغ بحيرة فوستوك لكنه عدل عن ذلك في أوائل العام 2000 بغية تفادي التلوث فيما استمر الروس في ذلك "حرصا على الهيبة الوطنية"، بحسب الفرنسي جان جوزل مدير قسم الأبحاث في وكالة الطاقة الذرية الفرنسية.

والدليل على أهمية هذه البعثة بالنسبة إلى موسكو هو الزيارة التي قام بها وزير الموارد الطبيعية والبيئة الروسي يوري تروتنيف إلى موقع التنقيب الأسبوع الماضي.