الأخف دماً والأثقل وزناً... دائماً في قلوبنا (فيديو)




رغم مرور ما يقرب من ثماني سنوات على فراقه، إلا أنه يحيا في قلوبنا بخفة دمه وروحه التي اعتادنا عليها بمجرد مشاهدة أعماله التي ستظل أبداً و دائماً شاهدة على تاريخه الفني العظيم، ومفارقته للحياة يعد من أكثر الأحداث الحزينة التي فرضت نفسها على الساحة الفنية عام 2003 وامتدت إلى جمهوره الذي تعلق به خلال سنوات عمله فقد كان موت "علاء ولي الدين" بمثابة فاجعة لأنه كان مفاجئ للجميع بعدما وضع الأساس لنجوميته كواحد من نجوم السينما المؤثرين في الموجة الكوميدية الحديثة و تلقى وقتها تكريم لم يتحقق لأصحاب الرصيد الضخم في تاريخ السينما المصرية .



انطلاقة سينمائية

ولد ولي الدين في الثامن و العشرين من سبتمبر عام 1963 ، بمحافظة المنيا - مركز بني مزار - قرية الجندية ، تخرج من قسم المحاسبة بكلية التجارة جامعة عين شمس ، تربى في جو فني فوالده سمير ولى الدين كان ممثلاً فقد شارك في مسرحية "شاهد ما شفش حاجة" مع عادل أمام ، وكذلك كان مدير عاما لملاهي القاهرة.



بدأ ولي الدين مشواره الفني متخذاً ادوار سنيد البطل في عدة أفلام ومنها اغتيال مدرسة ، الإرهاب و الكباب ، يا مهلبية يا ، النوم في العسل ، أيام الغضب ، حلق حوش إلى أن جاء فيلم الناظر ليحقق نقطة تحول وبداية حقيقية في حياته السينمائية فكان من وجهة نظر أغلب النقاد من أهم علامات الكوميديا في السينما المصرية الحديثة فقد قام بتجسيد أكثر من شخصية به من بينهما دور المرأة وكان بارعاً في تقديمها فقد كان هذا الفيلم بصمة على انطلاقه في أدوار البطولة المطلقة هو وعبود على الحدود ، ابن عز .



ثم غاب عن الساحة الفنية لمدة عام عاد بعدها ليقوم بالبطولة في فيلم "عربي تعريفة" مع الفنانة حنان ترك والفنان شريف منير، الذي تم تصوير مشاهد منه بين مصر والبرازيل إلى أن توقف الفيلم ومات بوفاة ولي الدين.



وطرق أيضاً باب المسرح فقد قام بدور البطولة في مسرحيتين هما "ألابندا" و"حكيم عيون" وحققا نجاحا كبيرا فكان كوميدي يجعل الجمهور يضحك بمجرد النظر إليه .



وداعه للحياة

عاد ولي الدين من الأراضي المقدسة قبل وفاته بمدة قصيرة بعد أداء فريضة الحج، و أعطى لأخوته الطيب والمسك والقماش ، طالباً منهم أن يغسّلوه ويكفونه من هذه الأشياء التي أحضرها خصيصاً استعداداً لوفاته، وعندما سألوه: "لماذا تبشر على نفسك هكذا يا علاء؟!!!" أجاب ضاحكاً: "ما حدش عارف بكره فيه إيه.. أهو الواحد يعمل اللي عليه وخلاص.. اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك".



وفي صباح أول أيام عيد الأضحى من عام 2003 الموافق يوم التاسع من نوفمبر ذهب علاء لصلاة العيد وذبح خروفا ثم شعر بألم شديد في قلبه قبل معاودته إلى منزله لمعايدة والدته و أخيه وبعدها فارق الحياة في لمح البصر أثر إصابته بغيبوبة سكر وهبوط حاد في الدورة الدموية، ليجعل المقربين منه وجمهوره وعشاقه لم يشعروا بفرحة العيد في هذا العام .



صياد القلوب

"صياد القلوب ، لا يمل من العطاء ، شخصية أشبه ببئر الماء الزلال كلما أخذت منه زاد " هكذا وصفه الكاتب خيري شلبي ، ومن جهة أخرى صرح الشيخ سيد حمدي رحمه – مفسر الأحلام – في أحد الحوارات الصحفية بأن ولي الدين كان صديق مقرب له وكان مثالاً على الطيبة والأخلاق وأنه جاءه ليفسر له حلم يوماً ما وهو " أنه رأى في المنام أن سيدنا سليمان كان واقفاً وماسك عصاه والدود والسوس يأكلها ومن فوقها علاء ولي الدين واقفاً عليها وفجأة وقع " وتهرب وقتها الشيخ من تفسير الحلم لأن معنى الحلم يتلخص في أنه سيموت قريبا .