المخابرات الأمريكية: القذافي كان معتوهًا يحب ارتداء ملابس النساء!

رحل العقيد معمر القذافي مقتولا على يد ثوار ليبيا لتنتهي حقبة مهمة من تاريخ القمع في ليبيا، ولتبدأ بعدها مرحلة البحث وراء أسرار تلك الشخصية التاريخية التي أثارت جدلا كبيرا في الماضي، وربما سيكون الجدل اكبر في المستقبل ولكن بشكل مختلف، ربما يكون أكثر غرابة مما أثاره الراحل خلال فترة حياته.

ففي واحدة من أحدث الحلقات المثيرة للجدل في حياة القذافي الخاصة ما أثارة كتاب ''الحجاب.. الحرب السرية للمخابرات المركزية الأمريكية من 1981 إلي 1987'' لمؤلفه الكاتب الأمريكي الكبير ''بوب وودوورد'' مؤرخ جهاز السي آي ايه الرسمي ، حيث كشف معلومات غاية في الدقة والخطورة خاصة ما ذكره عن العداء الأمريكي لمعمر القذافي في ليبيا وحبه لارتداء الأزياء النسائية وعشقه لدبة لعبة تدعي ''تيدي'' كان ينام في حضنها وحقيقة مضاجعته لحراسه النساء والذكور، والتقارير الطبية النفسية الأمريكية التي أكد فيها العلماء أن الرجل مريض نفسي بدرجة معتوه وكذلك عداوته العميقة لمصر.

مخنث يحب ارتداء الملابس النسائية سرا

ويحكي المؤلف أن الرئيس الأمريكي ''رونالد ريجان'' كان في رحلة سرية مع مدير السي آي ايه ''وليام كيسي'' إلي جزر ''مايوركا'' الإسبانية لقضاء عطلة خاصة وفي أثناء الرحلة الجوية قدم كيسي آخر تقارير نفسية حيادية عن حالة القذافي وضعها عدد من العلماء الكبار بالعالم لحساب المخابرات المركزية الأمريكية وفوجئ ريجان بأنها متفقة علي أن القذافي رجل مخنث يحب ارتداء الملابس النسائية سرا وأنه يحب وضع المساحيق التجميلية النسائية في بعض الأحيان علنا كما يرتدي بشكل دائم أحذية ذات كعب عالٍ كانت تجعله يبدو أكثر طولا وقامة ورشاقة كانت تصنع له خصيصا في إيطاليا كما كان لديه دبة لعبة كان يعشقها تدعي ''تيدي'' كان لا ينام إلا وهو في حضنها وكان لديه هوس من مفارش وأغطية النوم وعندما كان ينزل في أي فندق بالعالم كان يصنع لهم مشكلة حيث كان عليهم تغيير الفراش بالكامل ليتماشي مع نوعيات المفارش التي كان يحضرها معه لأنه كان ينام بملابس نسائية خاصة بل كانت ملابسه التحتية في الأيام العادية غالبا ما تكون نسائية خاصة حتي أنه قابل الرؤساء وهو يرتديها طبقا لمعلومات السي آي ايه.

في الرحلة أطلق الرئيس الأمريكي رونالد ريجان نكتة ظلت موجودة في داخل السي آي ايه طيلة الوقت فقد ضحك بعد قراءة التقارير وقال: ''من ناحيتي لا يوجد لدي مانع أن يختار القذافي ما يشاء من دولاب ملابس نانسي'' وكان ريجان يقصد دولاب ملابس زوجته ''نانسي ريجان''، لكن مدير السي آي ايه كيسي طلب من ريجان أن يكمل التقارير حيث تؤكد أن القذافي لن يتواني من استخدام السلاح النووي الذي كان يوجد لديه.

علي الفور سأل ريجان بعد أن تحولت ضحكاته للجدية وهل سنرد بقصف ليبيا بالنووي فقال كيسي: ''لن نحتاج لذلك لأننا سندمر قدرته النووية علي الأرض''، وحذر وليام كيسي من وجود جيش مستعد من الإرهابيين سيستخدمه القذافي ضد المصالح المختلفة بالعالم خاصة الأمريكي والفرنسي منها حيث يوجد عداء دفين بين القذافي وفرنسا بسبب الصراع علي النفوذ الإفريقية.

القذافي كان يضاجع الحراس النساء والذكور

هنا يكشف المؤلف حقيقة غريبة وشاذة أن القذافي كان يضاجع الحراس النساء والذكور لديه في أول اختبار فكان يختار الفتيات العذارى والشباب الأقوياء ولكي ينالوا ثقته فيهم كان يجب عليهم أن يسلموا له العذرية فكان يضاجع الشباب والفتيات في أول يوم للخدمة بحراسة الرئاسة الليبية وكان يوم الحارس أو الحارسة الأول هو بمثابة دخلة القذافي عليهم.

وفي كتاب الحجاب إشارات جلية على عشق القذافي للعاهرات وأنه كان لا يحب النساء العاديات بل كان يفضلهن عاهرات لمشاكل نفسية مركبة لديه ويشير بوب وودوورد إلي أنهم في المخابرات المركزية الأمريكية فكروا في خطة جديدة للنيل منه أطلقوا عليها الاسم الكودي ''تيوليب'' وكأن كل عمليات التخطيط لاغتيال القذافي حملت أسماء ورود، فالأولي كانت ''روز'' والثانية ''تيوليب'' أما الأخيرة فكانت عن طريق إرسال مجموعة عاهرات جدد إلى ليبيا للتعرف على القذافي ولكنهن مريضات بمرض الإيدز غير أن العملية فشلت لأن القذافي كان عند استحضار أي عاهرة جديدة لقصره كان يخضعها للكشف الطبي ثم يرسلها للحمام الليبي الشعبي لتتجهز للقائه وكان عندما يكتشف وجود واحدة مصابة بأي مرض معدٍ كان يأمر بقتلها وقد قتل فريق العاهرات الأمريكي بالكامل وفشلت خطة السي آي ايه للنيل منه عن طريق الإيدز.

في الصفحة 441 وبحسب تقرير مطول نشرته صحيفة روز اليوسف نجد أنهم في 14 مارس 1986 وضعوا داخل المخابرات المركزية الأمريكية تصورا للرد على أي عمل إرهابي موجه لأساطيل وطائرات الولايات المتحدة الأمريكية من قبل القذافي وذلك خشية قرار مجنون يقطع فيه القذافي توريد 10% من احتياجات أمريكا للبترول تحصل عليها من ليبيا وينقل المؤلف عددًا من البنود المتفق عليها وهي:

''أولا.. إذا قام القذافي بمهاجمة سفينة حربية أو طائرة أمريكية فالرد لن يكون موسعا بل سيشمل مصدر النيران فقط مع الحفاظ علي حجم الرد في المستوي المذكور فقط''.

''ثانيا.. إذا كانت هناك إصابة أمريكية ولو واحدة ومنح الرئيس الأمريكي الضوء الأخضر بعملية ضد القذافي فسوف تقوم الطائرات الأمريكية ببدء القصف في حدود تدمير القوات الجوية الليبية خاصة القدرة الجوية للطائرات السوفيتية التي تملكها قوات القذافي''.

''ثالثا.. لو رد القذافي ثانية بالعدوان فسوف تبدأ الولايات المتحدة الأمريكية بقصف مكثف لحقول النفط الليبية وستقصف مراكز اقتصادية مؤثرة لتقويض النظام المالي والاقتصادي الليبي علي الفور دون النظر للمصالح الأمريكية في البترول''.

ويشير المؤلف إلي أن الولايات المتحدة الأمريكية في الأحد 23 مارس 1986 حشدت لبروفة الهجوم علي ليبيا 45 سفينة حربية و200 طائرة مقاتلة من فرقة ''أرمادا البحرية'' مع الغواصة النووية ''لوس أنجلوس 688'' مع ثلاث ناقلات كبيرة و32 زورقًا صغيرًا شكلت ما سمي بخط الموت اصطف جميعها علي بعد 120 ميلاً بحريا من شواطئ خليج سرت علما بأن الحدود البحرية الليبية لا تزيد علي 12 ميلاً بحريا في عمق البحر الأبيض المتوسط مع وجود 100 طائرة حراسة واستطلاع كانت تؤمن تلك القوات.

بعد ساعتين يذكر المؤلف أن بطاريتي صواريخ سام 5 أطلقت صواريخها علي الطائرات الأمريكية فردت القوات الأمريكية بعنف علي الرادارات الليبية فدمرت القدرة السوفيتية الأرضية وأصبح الجيش الليبي أعمي وعلي مدي اليومين التاليين كانت البحرية الليبية قد غرقت في البحر المتوسط ومع نهاية يوم 26 مارس كانت المناورة الأمريكية قد أوقفت.

في تلك الفترة يكشف المؤلف أن السي آي ايه أرسلت إلي القاهرة للقاء الرئيس المصري محمد حسني مبارك سرا في أكتوبر 1985 كلاً من ''جون بوينديكستر'' و''دون فورتير'' للتباحث في إمكانية أن يساعد مبارك في العملية المعد لها ضد ليبيا غير أن المؤلف يذكر أن مبارك كان مترددا في البداية مع علمه الكامل بأن المخابرات المركزية الأمريكية كانت تسعي بكل إمكاناتها للنيل من القذافي.

ولا يخفي ''بوب وودوورد'' أن القذافي كان قد صدر بشأنه قرار لاغتياله من الرئيس الأمريكي جيرالد فورد ومن بعده أعاد التصديق علي العملية الرئيس جيمي كارتر غير أنهم كانوا يجدون صعوبة للنيل من ''فرانكنشتاين'' كما كانوا يلقبون القذافي في السي آي ايه بسبب الإجراءات الأمنية المشددة حوله وحماية السوفييت له وتفاني رجال الحراسة الخاصة به في الدفاع عنه بسبب العلاقات الغرامية التي كان يجبرهم عليها قبل قبولهم في فريق الدفاع عنه.

في الصفحة 94 كشف المؤلف عن وجود فرق اغتيالات مدربة كانت لدي القذافي كانت تخرج وراء كل من يهدده حتي أنها سعت وراء ''جون بوينديكستر'' و''دون فورتير'' بعد أن علم القذافي من الإعلام الأمريكي وتحديدا من واشنطن بوست بأسمائهما وسر زيارتهما لمبارك في مصر قبل ستة أشهر من الهجوم علي ليبيا في 15 إبريل 1986 .

يحكي ''بوب وودوورد'' أن القذافي كان مشكلة حيث كان يهدد مصالح أوروبية عديدة خاصة فرنسا بعد أن دفع بعشرات الآلاف من جنوده إلي تشاد مهددا باحتلالها كما أنه كان يريد قتل الرئيس أنور السادات في مصر وجعفر نميري في السودان لأنهما ساعدا حسين حبري في تشاد أمام قواته ويكشف المؤلف أن القذافي هدد حتي المملكة العربية السعودية عندما ساند اليمن الشمالية.

ويلقي المؤلف بالضوء ربما لأول مرة عن أن القذافي حول مكاتب الطيران التابعة للشركة الليبية الإفريقية للطيران لمكاتب تابعة للمخابرات الليبية حيث افتتح بداية من أغسطس 1981 عدد 18 مكتبا جديدا بدول إفريقية وأوروبية مختلفة ومن خلال تلك المكاتب كان يتجسس علي العالم علي مدي الـ24 ساعة ومن خلالها كذلك نقل السلاح والعربات المدرعة وحتي الدبابات والمدفعية سرا لداخل تشاد وزيمبابوي التي كانت ليبيا تدرب قواتها أما الصواريخ خاصة الأرض جو فكانت تخزن في السفارة الليبية في بوروندي ومنها نقلت لعدة دول منها سوريا نفسها.

أما أخطر قضية يلقي الكتاب عليها الضوء لأول مرة فهي حقيقة امتلاك القذافي لأسلحة ورءوس نووية ففي الصفحة 166 يذكر المؤلف أن الاتحاد السوفيتي سلم القذافي في ديسمبر 1980 رأسًا نوويا مخصبًا يبلغ وزنه 11 كيلو جرامًا من نوع ''إتش أي يو'' وضعها القذافي في معمل خارج طرابلس العاصمة وتحديدا في منطقة ''تاجوراء'' غير أن الكمية كانت غير كافية لحسم القدرة السياسية والعسكرية لقواته فتعاقد مع الاتحاد السوفيتي علي كمية أخري في عام 1990 . لكن بوب وودوورد يؤكد أن الكمية المطلوبة حصل عليها القذافي عبر النيجر علي متن رحلة طيران ليبية عادية وذلك في 5 يوليو 1981 .

القذافي ومحاولة اغتيال رونالد ريجان

الكتاب يشير إلي واقعة أقلقت السي آي ايه بشدة ففي صفحة 167 يذكر المؤلف أن القذافي كان في 22 أغسطس 1981 في زيارة رسمية للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا للقاء زعيمها وقتها ''منجستو هيلا ميريام'' - الرئيس الإثيوبي الأول من 1977 إلي 1991 - وفي نفس الفندق الذي نزل به القذافي كان هناك عميل من الدرجة الأولي للسي آي ايه نجح في تسجيل حوار دار بين منجستو والقذافي أكد فيه الأخير أنه بصدد اغتيال الرئيس الأمريكي رونالد ريجان الذي تعرض بالفعل لمحاولة اغتيال سابقة في ذات العام علي يد مهووس أمريكي يدعي ''جون هينكلي جونيور'' في 30 مارس 1981.

في صفحة 181 عاد المؤلف ليذكر أن أحد الدبلوماسيين الليبيين العاملين في سفارة ليبيا في نيودلهي بالهند وقد كان ضابطا بالجيش الليبي ويعمل لحساب السي آي ايه قد أرسل بخطاب مشفر في 1 سبتمبر 1981 أخبر فيه السفارة الأمريكية في نيودلهي أن هناك عملية وشيكة يعد لها القذافي لاغتيال رونالد ريجان فتأكدت المعلومات لدي السي آي ايه بل كشف الضابط الليبي عن عملية أخري لخطف واغتيال السفير الأمريكي في روما ''ماكسويل راب'' وفي 9 سبتمبر 1981 نجحت المخابرات الإيطالية في القبض علي المجموعة الليبية.

القذافي لم يهدأ وراح يستفز أمريكا التي كانت تحصل علي 10% من احتياجاتها للبترول من ليبيا وفي 19 سبتمبر 1981 حاول القذافي القيام بعملية إرهابية انتحارية لمهاجمة حاملة الطائرات الأمريكية ''نيميتز'' لدي مرورها من أمام السواحل الليبية.

وتواردت المعلومات عن عمليات يخطط لها القذافي ضد أهداف أمريكية وفي 9 أكتوبر 1981 خلال زيارة قام بها القذافي إلي سوريا تقابل هناك مع 4 مجموعات إرهابية خططت للقيام بعمليات ضد أهداف أمريكية بالعالم.

في 21 أكتوبر 1981 أثناء خروج السفير الأمريكي بروما للقيام بزيارة روتينية وصلت أوامر أمريكية لنقله إلي مطار روما ومنه مباشرة عائدا إلي أمريكا حيث كانت هناك محاولة وشيكة لاغتياله وفي 12 نوفمبر 1981 أطلق مجهول من مجموعة اغتيالات ليبية في باريس 6 طلقات ناحية الملحق الأمريكي ''كريستيان ايه شيبمان'' لكنه لم يصب وفي 16 نوفمبر هرب أحد منفذي العمليات لأمريكا وشهد هناك بالتفاصيل وكيف أنهم أرسلوا من قبل القذافي.

وفي صفحة 183 يكشف الكتاب أن القذافي مول تدريب 5 آلاف جندي يمني كي يحافظ علي إنشقاق اليمن الشمالي والجنوبي كما درب 50 ألف جندي إثيوبي كان يعدهم للحرب ضد مصر وأنه نقل منهم بالفعل إلي ليبيا 20 ألفا وقد خصص لقلب النظام في مصر مبلغ 3.3 بليون دولار في الفترة من 1975 إلي 1985 .

وقد أنفق منها 1.4 بليون كي يسلح إثيوبيا ضد مصر وأنه كان وراء كل أفكار المشروعات التي تستهدف منابع النيل بالقارة السوداء.

لقد وصل حد الصراع الأمريكي الليبي مع القذافي أشده وفي نهاية عام 1981 أصدر الرئيس الأمريكي رونالد ريجان قراره الشهير رقم (12333) منع فيه أي دولة أجنبية صديقة للولايات المتحدة الأمريكية القيام بأي عملية محتملة لاغتيال القذافي مؤكدا أن أمريكا تريد أن يكون لها شرف قتل القذافي.

القذافي المهووس حكي بوب وودوورد أنه لبس في أحد الأيام الأولي لشهر أغسطس 1984 زيا مكون من نصفين الأول لامرأة والثاني لرجل وظل سارحا يفكر في مكانته في إفريقيا ونصف وجهه عليه ماكياج نسائي ونصف وجهه الآخر به ذقن رجولي وقد ظل علي هذا الحال أياما وفي نهاية الأسبوع قرر توقيع معاهدة اتحاد المغرب العربي في 14 أغسطس 1984 .

مبارك يتآمر مع واشنطن للخلاص من القذافي

لم يخف المؤلف كراهية مبارك للقذافي وفي صفحة 411 يكشف أن مبارك كان يريد بشدة قلب نظام الحكم في ليبيا وقد وعد بمساعدة الأمريكان عندما يحين التوقيت المناسب ويعود المؤلف في صفحة 414 ليزعم أن مبارك ساعد أمريكا في قصف طرابلس وبنغازي لكنه لا يشير من قريب أو بعيد لتفاصيل القصة.