عادت للانتشار مرة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر إرسال رسائل نصية على الجوال وعلى البريد الإلكتروني دعوات عنوانها «انشر ولك الأجر»، «في رقبتك ليوم القيامة» لنشر أحاديث وأذكار وآراء وقصص وحكايات ذات طبيعة دينية، وهو الأمر الذي ترفضه الشريعة وتعتبره خرافة. بعض هذه الرسائل تختتم بجملة «أرسلها إلى عشرة من أصحابك أمانة في ذمتك وستسأل»، أو «أرسلها إلى أصحابك، وستسمع خبرا جيدا الليلة»، أو «انشر هذا ولك الملايين من الحسنات»، أو «انشرها وستسر بخبر سعيد أو رزق سيأتيك»، وبعضها ينتهي بتحذير ويتوعد المرسل إليه بأنه إذا لم ينشرها فسوف يصيبه مكروه في نفسه أو أسرته خلال أيام «إذا تجاهلتها سيصيبك مكروه»، أو «انتظر غضب المولى إذا لم تنشرها».
يقول المفكر الاسلامي الدكتور أحمد فؤاد باشا، إن الرسائل الإلكترونية أصبحت من أكثر وسائل تداول المعلومات ومصدر تواصل ونشر الأخبار بطريقة خفية غير رسمية، مضيفا أن الفضاء الالكتروني يجذب الكثيرين لسهولة دخوله والحرية التي يمنحها لمستخدميه في كتابة ونشر ما يريد على مستوى واسع بلا رقابة أو مراجعة.
خداع الناس
ويؤكد أن الحرية في إرسال الرسائل الالكترونية يساء استخدامها في بعض الأحيان، حيث يتعمد البعض كتابة بعض القصص وتقديمها للناس على أنها حقائق مؤكدة وينشرها على مدى واسع في غضون ساعات معدودة بواسطة استخدام البريد الإلكتروني أو رسائل المحمول، موضحا أن الخطورة تكون مضاعفة عندما تتضمن هذه الرسائل أمورا دينية وأحكاما شرعية ويحمل بعضها مناشدة لإعادة إرسالها لآخرين، أو تحذير من التهاون وعدم نشرها وإلا سيصيبك مكروه أو سيسوء حظك أو ستموت قريبا، الأمر الذي يسبب بعض الأوهام والوساوس والانزعاج.
وقال إن التأثير السلبي لهذه الرسائل لا يمكن إنكاره، فهي تؤدي إلى تشتت التفكير والانشغال عن الأعمال المهمة وتعكر الصفو وتسبب القلق، مشيرا إلى أن اغلب هذه الرسائل لا يعرف مصدرها أو مصداقيتها أو المصلحة التي تحققها.
وحذر من نشر هذه الرسائل خاصة التي تعرض أمور الدين ومفاهيمه وأحكامه، مؤكدا أنها يمكن أن تتضمن أحاديث كاذبة أو ضعيفة وحكايات ملفقة مدسوسة لا يمكن التحري عن دقتها أو الوقوف على صحتها، وبالتالي لا تعتبر مصدر معلومة شرعية، ومن أمثلتها الرسائل التي تعرض قصصا عن أناس شاهدوا النبي- صلى الله عليه وسلم- أو حلموا بأحد الصالحين أو التي تتحدث عن كرامات لأشخاص.
وأضاف أن هذه الظاهرة تكشف عن تفشي عقلية الخرافة ووجود خلل اجتماعي وثقافي وديني خطير وسيطرة الغيبيات وعقلية القطيع وعدم ترسخ العقلية العلمية والمنطقية في مجتمعاتنا.
ويقول الدكتور زكى عثمان أستاذ الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الإسلام يحث على طلب العلم والتزود بالمعرفة والإحاطة بمجريات الأمور والتفاعل مع كل ما يموج في المجتمع من أحداث وقضايا وأن يتحلى المسلم بالايجابية في الشخصية والسلوكيات والأفعال، مؤكدا أن الشريعة الإسلامية ترفض الرجم بالغيب لأنه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى، ولا يجوز شرعا أن ينسب إلى شخص علم الغيب، يقول الله تعالى: «قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله « 65 النمل، كما أمر الله تعالى رسوله- صلى الله عليه وسلم:» قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب « 50 الأنعام، وقال سبحانه:» قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير» 88 الأعراف.
وقال إن الرسائل التي تبشر بخير أو تتوعد بشر رجم بالغيب، وهي من التقول والافتراء على الله تعالى، موضحا أنها تشبه كثيرا ما يقوم به الكهنة والعرافون من الإخبار ببعض المغيبات.
وشدد على ضرورة التفرقة بين الرسائل التي تتناول أمور الشرع والعقيدة وتتضمن أفعالا وأقوالا وأخبارا وأحاديث عن النبي- صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أنه يجب الحذر وعدم التعامل معها بتهاون أو استخفاف ويجب أن يقتصر في مثل هذه الرسائل على الحديث الثابت عن الرسول- صلى الله عليه وسلم.
أفكار صحيحة
ويضيف أن هناك رسائل تحتوي على أفكار دينية صحيحة في الفكر والمنهج وبعض الأشخاص يهدف من إرسالها الى نيل الأجر والثواب وتعميم الفائدة على الناس وخدمة الدين، وهذه لا غبار عليها، والبعض الآخر يسعى وراء الشهرة لأنهم يحرصون على تضمين رسائلهم معلومات عنهم وهدفهم أن يذيع اسمهم وسمعتهم.
ويقول الدكتور عبدالرحمن عميرة -الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر- إن العلماء اتفقوا على انه لا يجوز إلزام الناس بما لم يلزمهم به الله تعالى ورسوله- صلى الله عليه وسلم- وليس لأحد أن يوجب أمرا لم يوجبه الشرع، ولا أن يدعي أثما أو عقوبة لا يعلم عن أمرها شيئا، مضيفا أن البعض يتجرأ على حقوق العباد وينتهك خصوصيتهم ويستغل الحرية التي يتيحها الفضاء الالكتروني واليسر الذي وفرته التكنولوجيا الحديثة ويشغل الناس برسائل وأخبار ويلح في إرسالها عبر البريد الالكتروني أو الهاتف المحمول ويبلغ به الأمر حد مناشدة مستقبلها إعادة إرسالها لأشخاص آخرين أو بث الرعب في نفوسهم لإجبارهم على إرسالها، ويقول الله تعالى:» قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون» التوبة.
ويؤكد أنه لا يجوز شرعا إرسال مثل هذه الرسالة، ولا وضعها أمانة في أعناق الناس، مضيفا أن الإنسان الذي يستقبل هذه الرسائل يملك حرية التصرف فيها بالطريقة التي تناسبه وليس عليه حرج شرعي أو جبر من أي نوع لأنها تدخل في باب إيجاب ما ليس بواجب، والذي يأمر وينهي ويبيح ويحرم هو الخالق سبحانه، وأحكام الشرع هي التي تلزم الناس في أمور دينهم وحياتهم. وقال إن بعض الناس يطلعهم الله عز وجل على شيء من الغيب عن طريق الرؤيا الصالحة أو الإلهام، وأخبرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن: «الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة»، والرؤيا الصالحة بشرى خير للمسلم، كما قال- صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له».
ويضيف أن بعض الجهال يختلق رؤى عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- ويزعم أمورا وكرامات ويطالب بنشرها وتداولها بين الناس، مشيرا إلى أنه لا يجوز نشر مثل هذا ولا اعتقاده.
يقول المفكر الاسلامي الدكتور أحمد فؤاد باشا، إن الرسائل الإلكترونية أصبحت من أكثر وسائل تداول المعلومات ومصدر تواصل ونشر الأخبار بطريقة خفية غير رسمية، مضيفا أن الفضاء الالكتروني يجذب الكثيرين لسهولة دخوله والحرية التي يمنحها لمستخدميه في كتابة ونشر ما يريد على مستوى واسع بلا رقابة أو مراجعة.
خداع الناس
ويؤكد أن الحرية في إرسال الرسائل الالكترونية يساء استخدامها في بعض الأحيان، حيث يتعمد البعض كتابة بعض القصص وتقديمها للناس على أنها حقائق مؤكدة وينشرها على مدى واسع في غضون ساعات معدودة بواسطة استخدام البريد الإلكتروني أو رسائل المحمول، موضحا أن الخطورة تكون مضاعفة عندما تتضمن هذه الرسائل أمورا دينية وأحكاما شرعية ويحمل بعضها مناشدة لإعادة إرسالها لآخرين، أو تحذير من التهاون وعدم نشرها وإلا سيصيبك مكروه أو سيسوء حظك أو ستموت قريبا، الأمر الذي يسبب بعض الأوهام والوساوس والانزعاج.
وقال إن التأثير السلبي لهذه الرسائل لا يمكن إنكاره، فهي تؤدي إلى تشتت التفكير والانشغال عن الأعمال المهمة وتعكر الصفو وتسبب القلق، مشيرا إلى أن اغلب هذه الرسائل لا يعرف مصدرها أو مصداقيتها أو المصلحة التي تحققها.
وحذر من نشر هذه الرسائل خاصة التي تعرض أمور الدين ومفاهيمه وأحكامه، مؤكدا أنها يمكن أن تتضمن أحاديث كاذبة أو ضعيفة وحكايات ملفقة مدسوسة لا يمكن التحري عن دقتها أو الوقوف على صحتها، وبالتالي لا تعتبر مصدر معلومة شرعية، ومن أمثلتها الرسائل التي تعرض قصصا عن أناس شاهدوا النبي- صلى الله عليه وسلم- أو حلموا بأحد الصالحين أو التي تتحدث عن كرامات لأشخاص.
وأضاف أن هذه الظاهرة تكشف عن تفشي عقلية الخرافة ووجود خلل اجتماعي وثقافي وديني خطير وسيطرة الغيبيات وعقلية القطيع وعدم ترسخ العقلية العلمية والمنطقية في مجتمعاتنا.
ويقول الدكتور زكى عثمان أستاذ الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الإسلام يحث على طلب العلم والتزود بالمعرفة والإحاطة بمجريات الأمور والتفاعل مع كل ما يموج في المجتمع من أحداث وقضايا وأن يتحلى المسلم بالايجابية في الشخصية والسلوكيات والأفعال، مؤكدا أن الشريعة الإسلامية ترفض الرجم بالغيب لأنه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى، ولا يجوز شرعا أن ينسب إلى شخص علم الغيب، يقول الله تعالى: «قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله « 65 النمل، كما أمر الله تعالى رسوله- صلى الله عليه وسلم:» قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب « 50 الأنعام، وقال سبحانه:» قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير» 88 الأعراف.
وقال إن الرسائل التي تبشر بخير أو تتوعد بشر رجم بالغيب، وهي من التقول والافتراء على الله تعالى، موضحا أنها تشبه كثيرا ما يقوم به الكهنة والعرافون من الإخبار ببعض المغيبات.
وشدد على ضرورة التفرقة بين الرسائل التي تتناول أمور الشرع والعقيدة وتتضمن أفعالا وأقوالا وأخبارا وأحاديث عن النبي- صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أنه يجب الحذر وعدم التعامل معها بتهاون أو استخفاف ويجب أن يقتصر في مثل هذه الرسائل على الحديث الثابت عن الرسول- صلى الله عليه وسلم.
أفكار صحيحة
ويضيف أن هناك رسائل تحتوي على أفكار دينية صحيحة في الفكر والمنهج وبعض الأشخاص يهدف من إرسالها الى نيل الأجر والثواب وتعميم الفائدة على الناس وخدمة الدين، وهذه لا غبار عليها، والبعض الآخر يسعى وراء الشهرة لأنهم يحرصون على تضمين رسائلهم معلومات عنهم وهدفهم أن يذيع اسمهم وسمعتهم.
ويقول الدكتور عبدالرحمن عميرة -الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر- إن العلماء اتفقوا على انه لا يجوز إلزام الناس بما لم يلزمهم به الله تعالى ورسوله- صلى الله عليه وسلم- وليس لأحد أن يوجب أمرا لم يوجبه الشرع، ولا أن يدعي أثما أو عقوبة لا يعلم عن أمرها شيئا، مضيفا أن البعض يتجرأ على حقوق العباد وينتهك خصوصيتهم ويستغل الحرية التي يتيحها الفضاء الالكتروني واليسر الذي وفرته التكنولوجيا الحديثة ويشغل الناس برسائل وأخبار ويلح في إرسالها عبر البريد الالكتروني أو الهاتف المحمول ويبلغ به الأمر حد مناشدة مستقبلها إعادة إرسالها لأشخاص آخرين أو بث الرعب في نفوسهم لإجبارهم على إرسالها، ويقول الله تعالى:» قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون» التوبة.
ويؤكد أنه لا يجوز شرعا إرسال مثل هذه الرسالة، ولا وضعها أمانة في أعناق الناس، مضيفا أن الإنسان الذي يستقبل هذه الرسائل يملك حرية التصرف فيها بالطريقة التي تناسبه وليس عليه حرج شرعي أو جبر من أي نوع لأنها تدخل في باب إيجاب ما ليس بواجب، والذي يأمر وينهي ويبيح ويحرم هو الخالق سبحانه، وأحكام الشرع هي التي تلزم الناس في أمور دينهم وحياتهم. وقال إن بعض الناس يطلعهم الله عز وجل على شيء من الغيب عن طريق الرؤيا الصالحة أو الإلهام، وأخبرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن: «الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة»، والرؤيا الصالحة بشرى خير للمسلم، كما قال- صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له».
ويضيف أن بعض الجهال يختلق رؤى عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- ويزعم أمورا وكرامات ويطالب بنشرها وتداولها بين الناس، مشيرا إلى أنه لا يجوز نشر مثل هذا ولا اعتقاده.