ثوار من منازلهم: آسفين يا مصر .. إلا عيني !

عاود سيناريو الكر والفر من جديد، ليذكرنا بأحداث 25و26 يناير وجمعة الغضب، واللافت للنظر أنه مع توافد الكثيرين للميدان وسقوط أعداد كبيرة من الجرحى إلا أن آخرين ممن شاركوا في ثورة يناير لم ينزلوا إلى التحرير هذه المرة رغم تصاعد الأحداث، والسؤال الذي وجهناه لهم .. لماذا لم تشارك اليوم؟

إلا عيني

" صحيح بحب مصر.. بس عيني أغلى وأهم" هكذا أجابت أسماء محمد على السؤال، مؤكدة أنها لا تبالي إن كانت من حزب الفيس بوك أم لا، فإذا ضاعت عيونها كأحمد حرارة الذي فقد إحداهما في جمعة الغضب (28 يناير) وفقد الأخرى أمس ( 19 نوفمبر)، فلن ترى النور أبداً وسيستمتع به سارقوا الثورة فقط..

تتفق معها في الرأي شيماء نور، قائلة: " أنا مش هجري وأتنطط تاني، صحيح شاركت في بداية الثورة.. بس دلوقت جه الدور على أسماء محفوظ اللي عملت الثورة زي ما بتقول في الفضائيات".

أحمد فرج أيضاً يرى أن عينه أهم من المشاركة، قائلاً: نفس السياسة القديمة تتكرر من جديد والتي تتعمد إصابة المتظاهرين في أعينهم، لن أفقد نظري في سبيل أن يستمتع به الساسة من الأحزاب والمجلس العسكري.

بدون سبب

أما هناء عبد الحميد ( مدير علاقات عامة): فقد شاركت في الأربعاء 26 يناير، واختنقت بغاز القنابل المسيلة للدموع، وخرجت في مظاهرات جمعة الغضب وأصيب ابن أختها برصاص خرطوش عجز الأطباء عن استخراجه إلا بعد فترة طويلة من العلاج، ورغم ذلك تؤكد أنها لن تشارك في مظاهرات التحرير على الأقل حالياً .

وتوضح: لا أجد دافعا لمشاركتي وسألت نفسي لتأخري عن المشاركة فلم أجد سبباً، لعلي أرى أن أحوال البلد لا تحتمل أي تظاهر وخلافات !! لعلي فقدت الثقة في جميع من حولي وأشكر جميع وسائل الإعلام التي تسببت في فقدان الكثير من الناس الثقة في الآخرين !! أو لعلي أرى القوى السياسية المتنازعة حول السلطة ليسوا في حاجة إلى شعب بل إلى قطيع مواشي يسوقونه !! حقيقي لم أحدد بعد السبب لعدم مشاركتي .

طبعا الخوف

" أنا وحيدة ومينفعش أحرق قلب أمي" هذه كانت إجابة بوسي عمر ( مدرس مساعد بكلية التربية، عن عدم مشاركتها في الأحداث.

الخوف هو العامل المشترك بينها وبين أمنية محمد ( سكرتيرة)، فرغم أنها تتمنى المشاركة ولو داخل المستشفى الميداني لإسعاف المتظاهرين ودعمهم، إلا أن زوجها يمنعها خوفاً عليها من بطش الأمن.

حرامية الثورة

"لن أعرض نفسي للخطر وصناع الثورة لا يخدشون" .. هكذا أجاب محمد ناصر ( محاسب) عن سبب مشاركته قائلاً: لقد ضربنا من الأمن المركزي وعانينا الأمرين في جمعة الغضب ورأينا القتلى والمصابين يتساقطون بيننا كالطيور .. ليظهر بعدها مجموعة شباب في مثل أعمارنا ويكونوا إئتلافات ويتحدثوا باسم الثور دون تفويض ويؤكدوا أنهم صناع الثورة .. إذًا عليهم حمايتها حتى النهاية .

تتفق معه في الرأي نوال السيد: وتقول كنت أنتفض من أصوات الرصاص المحاط بي يوم 26 يناير فقد كان أول يوم لمشاكتي، أصيب العديد من أصدقائي وتعرضوا للاعتقال عند دخول المستشفيات الحكومية، لينعم بمحصلة دمائنا ودماء الشهداء في النهاية لصوص الثورة سواء كانوا أحزابا أو ائتلافات أو حتى مجلس عسكري انتقالي.. أنا على قناعة بأن دمي أغلى منهم .

تقسيم الأدوار

آسر ياسر أيضاً لم تنزل حتى الآن إلى التحرير رغم أنها ناشطة لا تنتمي لأي تيار سياسي ورغم مشاركتها في بداية الثورة فكانت حريصة على اصطحاب أطفالها إلى هناك قبل التنحي لتعلمهم الوطنية، ولكنها لم تنزل حتى الآن ولكن لأسباب مختلفة تقول عنها: السبب ليس فقداني الثقة أو أني كفرت بالقضية، ولكن أولادي لديهم امتحانات بالمدرسة وواجبي كأم ألا أتركهم خاصة وأن زوجي يبيت في ميدان التحرير منذ أمس .. ولكني سأساند الثوار وأنزل الى الميدان فور انتهائي من المذاكرة لأولادي.

وتضيف: أنا على قناعة بأن المطلب الرئيسي بتحديد فترة زمنية لانتخابات الرئاسة وتسلم السلطة أمر مشروع ولا يحتاج إلى هذا الغضب العارم ممن في أيديهم البلد.

اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - ثوار من منازلهم: آسفين يا مصر .. إلا عيني !